رسالة إلى عقلاء الجزائر

الوطن 24/ بقلم: الرحالي مراد مهاجر

العالم قاطبة يشهد لجلالة الملك محمد السادس بالحكمة والمكانة المتميزة بين قادة الدول العظمى، وما مهاجمة بعض وسائل الإعلام الجزائري جلالته والمملكة، إلا دليل على فقدانهم البوصلة من كثرة الهزائم التي تعرضوا لها، والفشل السياسي والاقتصادي الذي يتخبطون فيه، كما أن فشل الجزائر في مناوراتها ضد وحدتنا الترابية بعد أن أنفقت ما يفوق 375 مليار دولار على إمتداد 45 سنة، جعلها تسعى لتهجير أزماتها وإخفاء فشلها بمهاجمتنا.. إنها رقصة المدبوح أيها السادة.

 يا شعب أمتنا العظيم، أولا علينا أن نعرف بأن غالبية المثقفين والكتاب والإعلاميين الجزائريين الشرفاء من داخل و خارج الجزائر، غاضبين جدا من التصرفات ألا أخلاقية وألا مهنية لإعلاميين جزائريين، باعوا ضميرهم وشرف مهنتهم لجنرالات وقادة جزائريين فاشلين، نهبوا خيرات الشعب الجزائري وأنهكوه اقتصاديا، سياسيا، واجتماعيا، قادة فقدوا احترام الشعب الجزائري المغلوب على أمره، فلقد اتصل بنا عشرات المثقفين والكتاب والإعلاميين الجزائريين الكبار، شخصيات وازنة، وعبروا لنا عن أسفهم الشديد لما يحدث، كما عبروا عن تقديرهم واحترامهم الكبير لأمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وطلبوا منا أن نبلغ جلالته والشعب المغربي عن حبهم وتقديرهم للمغرب ملكا وشعبا، بل قالوا وكأنهم يتحدثون بلسان واحد “هنيئا للشعب المغربي بملكه الحكيم الذي يسعى ليل نهار لإسعاد شعبه وتنمية وطنه، في وقت عصابة من اللصوص بالجزائر تسعى ليل نهار لسرقة وتهريب خيرات الشعب الجزائري وقهره وإدلاله ” لذلك وبعدما عبر لنا خيرة النخب الجزائرية من كتاب كبار ومثقفين وإعلاميين وسياسيين نزهاء، غالبيتهم يقيمون في فرنسا، وبعضهم في الجزائر، عبروا عن تقديرهم واحترامهم الكبير لجلالة الملك محمد السادس المنصور بالله، وعن مشاعرهم النبيلة تجاه الشعب المغربي العظيم، فلا تهمنا بعد هذا ترهات وتفاهات، يديعها أو ينشرها مدونين وإعلاميين مأجورين وتافهين، لا وزن ولا ضمير ولا شرف لهم، أجل أيها الشعب المغربي العظيم، عليك أن تفخر بتاريخك و بطولات أمجادك، فكما قال جدنا المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام “كل ذي نعمة محسود” صدق رسول الله، فالمغرب هذا البلد الأمين الذي من نعم الله تعالى عليه وعلى شعبه، أن فوض أمر حكمه إلى سلالة نبيه وحبيبه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، بلد بفضل إمارة المؤمنين أصبح يحظى بمكانة روحية كبيرة لدى كل الدول العربية والإسلامية والأفريقية، بلد يسعى جاهدا للرقي والتقدم والازدهار لما فيه خير وصالح الأمة الإسلامية جمعاء، لكن للأسف بدل أن تضع الدول يدها في يد بعض لما فيه خير شعوبها، ها هي الجزائر البلد الجار، العربي، المغاربي، الأفريقي والمسلم، بدل تنمية هذا الوطن الشقيق الجزائر، بدل تحقيق الأمن والرخاء للشعب الجزائري الشقيق، ها هم قاداتها وجنرالاتها ولأزيد من 45 سنة ينفقون ملايير الدولارات، حيث أنفقوا ما يفوق 375 مليار دولار لإنهاك المغرب، ملايير لتسليح وتدريب المرتزقة، وتمويلات مشبوهة للعصابات والتنظيمات لخلق البلبلة والفتنة ومحاولة تحريض شباب من قبائل الصحراء المغربية (وآخر محاولاتهم الفاشلة ما قامت به المدعوة أميناتو حيدار، لكن تصدي شباب وشيوخ وأعيان قبائل الصحراء المغربية لها، جعلها أضحوكة، هي ومن يقف خلفها من ضباط الاستخبارات العسكرية الجزائرية)، وطبعا لتمويل الحروب الدعائية والإعلامية الموجهة ضد المملكة المغربية الشريفة.. وكل ما من شأنه المس بمصالح المغرب و وحدته الترابية، لكن كما يقول المثل “لا يحيق المكر السيء إلا بأهله” فكل ما تقوم به ينهكها هي أولا، و كل مناوراتها فاشلة ولا تزيدنا إلا قوة وتلاحما ملكا و شعبا.

يا شعب أمتنا العظيم، إن ما تفعله الجزائر الآن وما تقوم به من مناورات معادية لوحدتنا الترابية، وتصريحات قادتها الاستفزازية المتكررة، وتصريحات رئيسها الذي يبدو أنه لم يجد في جعبته ما يقدمه من حلول للخروج من الأزمات التي يعاني منها الشعب الجزائري الشقيق، كما لم يستطيع الاستجابة لمطالب الحراك الشعبي الذي يعم هذا البلد، حراك ضد الفساد واستغلال الجيش لثروات الجزائر لدعم المرتزقة وجبهة البوليساريو، دعما عسكريا وديبلوماسيا، وشراء الدمم.. ما يكلف الخزينة العامة بهذا البلد الجار ملايير الدولارات سنويا، لكن بدل تقديم حلول للخروج من الأزمات نجد القيادة الجزائرية تحاول تهجير أزماتها باستفزازاتها المتكررة للمغرب، وبالقيام بمناورات معادية لوحدتنا الترابية.. لكن الفشل كان دائما حليف جنرالات الحرب، فإذا كنا بفضل السياسة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس نصره آلله وسدد خطاه، قد حققنا انتصارات متتالية ديبلوماسيا وسياسيا، حتى أصبحت العشرات من الدول تسحب اعترافها بالجمهورية الوهمية التي لا توجد إلا في الخيال المريض للقيادة الجزائرية، وأكثر من هذآ يشهد العالم كل شهر افتتاح قنصليات عامة، وتمثيليات ديبلوماسية لعشرات الدول بالداخلة والعيون، وباقي مدن الصحراء المغربية الشريفة، إن هزائم الجزائر المتتالية والتاريخية لم تكن فقط هزائم ديبلوماسية، بل لا زالت مرارة الهزائم العسكرية، وما تكبدته الجزائر من انتكاسات سواء في حرب الرمال سنة 1963 في مواجهتها مع القوات المسلحة الملكية، هزيمة لا زالت تدرس في الكليات والمعاهد العسكرية، ولا زالت القيادات العسكرية تتجرع مرارة هذه الهزيمة النكراء، كما لا ينسى التاريخ مستنقع الدل والعار الذي شهدته الجزائر وهزيمتها الشنيعة في حرب “أمقالا” حروب متتالية، وهزائم ديبلوماسية وسياسية وعسكرية.. ضربات موجعة تتلقاها الجزائر ومع ذلك لم تتعظ، كما لم تستفيد من دروس التاريخ، ولم تأخد العبرة وترجع عن غيها، وتكف عن مناوراتها المعادية لوحدتنا الترابية.. ومع ذلك فإننا نراعي حق وحرمة الجوار، لأن ملك البلاد والقائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره آلله وأيده، يقتدي بسنة جده المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، ملك يسعى لحقن دماء المسلمين، ويسعى لجمع شمل الأمة الإسلامية شعوبا وقبائل، ومع كل ما قامت وتقوم به الجزائر ضدنا وضد وحدتنا الترابية.. فإن أمير المؤمنين حفظه آلله، يمد لهم دائما يد العون والمساعدة، ويد الأخوة الصادقة، ويطالبهم بفتح الحدود بين بلدين جارين وشعبين شقيقين.. ولا ننسى أن المغرب ملكا وشعبا، يكنون كل المودة والأخوة الخالصة للشعب الجزائري الشقيق، لكن متى يتعظ القادة الجزائريين ويكفون عن مناوراتهم الفاشلة في مواجهة المملكة المغربية الشريفة.

” إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم ” صدق الله العظيم

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.