رسالة إلى قصر “المرادية” …!

الوطن24/ بقلم : عبد اللطيف الصبيحي

انهت الدولة المغربية بقيادة ملك البلاد حكاية اسمها معبر “الكركرات” بكل حنكة وجدارة، حكاية استهلها اعداء وحدتنا الترابية بمجموعة من التدابير الاستفزازية كاعتراض السفينة المحملة بالفوسفات بجنوب افريقيا والدعوات المرفوعة بالمحاكم الدولية لمنع تصدير السمك والمواد الفلاحية ذات المنشأ بالأراضي الجنوبية، وبعد الفشل الذي تلقوه على مستوى الهيات الدولية والتمديدات لقوات “المينورسو” ومن جراء الاحباط اللازم لهم ولما لا يلازمهم وهم يرون بأم اعينهم تناسل قنصليات الدول الصديقة بعاصمة الصحراء ” العيون ” ومن كل القارات الخمس فكان احتلالهم للمعبر والحد من الحركة التجارية وإفصاحهم عن نيتهم تغيير معطيات الواقع المعاش في أفق نقل ما يزعمون لمقرات مؤسساتهم المدنية والعسكرية الى هذا المعبر الحدودي بمثابة استعداء للمجتمع الدولي، واستدعاء في نفس الوقت للقوات المسلحة الملكية لتمتحن عن قرب لجهوزيتها وعدم ترددها في مواجهة كل من يحاول الإقتراب من حدودنا الوطنية.

كم كان حدسنا صادقا بعد خطاب عاهل البلاد بتأكيده الرد بكل حزم ونحن نرى بأم أعيننا وبكل فخر واعتزاز كيف انهت جيوشنا اليوم وكما في السابق أحلاما وأطروحات نخرها الصدأ؛ ولن تنفع معها كل اشكال وألوان الصباغات صدأ لا يطالها لوحدها بل كدالك اولئك الدين يرعون ومازالوا هذا الكيان الوهمي.

يدرك ساكني قصر “المرادية” انهم بحاجة إلى أسطوانات أخرى للمزيد من التضليل والتعتيم بعد أن أدركوا أن ما من أحد في العالم بات يصدق كلامهم عن ما يطلقون عليه “حرية تقرير المصير” بعد الإشادة الدولية بالمبادرة الملكية المتعلقة “بالحكم الذاتي” مما سيلصق بهم صفة الغباء المستدام حيث انهم لم يتعلموا نهائيا من سلسلة هزائمهم المتواصلة، ومن النبوغ المغربي في الاستشراف والتكهن، فمند فجر الاستقلال وهو ينوعون في مناوراتهم وأدواتهم وطرقهم ولا يتعلمون شيئا يذكر من اخطاءهم، وبعد تمعن ومخاض عسير لم يلد الجبل إلا فأرا فأوعز الى قطاع الطرق بعد تعرض كل ادواتهم للتآكل والتمرد والعصيان ليس في وجه بلدنا فقط بل في وجه العالم بأكمله لعلهم يعيدون إليه ماء وجه مفقود.

علمنا التاريخ ان العدو لن يتعرض لليأس وسيطيل النظر إلى كل ما انجزناه في صحراءنا وخصوصا ما نحن بصدد انجازه بالداخلة وسيقلب مرة اخرى في كل خططه ومؤامراته ودسائسه لعله يجد ما ينفعه ليصطدم مرة أخرى بصمود مغربي وبمنهجية مقاومة شعب وملك مؤمن بقضيته الوطنية، وعلى كامل الإستعداد للدفاع عنها بكل ما اوتي من قوة وعزيمة وكل صمود وأنتم……