رسالة إلى من يهمه الأمر
الوطن24/ بقلم: د. إدريس الكنبوري
شن بعض الأشخاص وخاصة الشباب حملة على مسؤولة السلطة في مدينة وجدة التي انتشرت صورتها وشريط الفيديو الذي تظهر فيه وهي تأمر مواطنا بخفض صوت آلة التسجيل التي ينبعث منها صوت عال جدا يقرأ القرآن، وحسب ما قرأت هناك من كفرها وأنا لم أقف على ذلك.
لكن ما أريد أن أسجله هو ما يلي:
نحن اليوم في وضعية حجر صحي عام في المغرب، واستهلاك مواقع التواصل الإجتماعي على أشده، والكلمة الواحدة تدور حول ملايين الأشخاص، ومثل هذه المواقف الصادرة عن شباب متهور مواقف خطيرة غير مشجعة، ولا تعكس التربية الدينية الحق.
ما أثارني هو صمت الكثيرين ممن لهم حضور في مواقع التواصل، ممن يدلون بآراء في أحداث مختلفة لها علاقة بالإسلام والدعوة، وبعضهم لديه كلمة مسموعة، لكنهم قفزوا على هذا الحادث في هذه الظرفية الصعبة والحرجة كأنه لم يقع.
وأنا أعتقد صادقا أن هؤلاء يفرطون في مسؤولياتهم بهذا الصمت، وهو صمت لا بد أن الشباب يفهم منه نوعا من المباركة.
إن مواقع التواصل الإجتماعي ساحة فسيحة للدعوة والترشيد والإصلاح، والسكوت على بعض الممارسات المنحرفة لا يخدم الدين ولا يساعد على التوعية الدينية والوطنية السليمة. قد يفهم البعض أن الإعلان عن رفض هذه السلوكات يدفع الشباب إلى التفرق من حولهم، أو يقدم دعما ايديولوجيا للطرف الآخر الذي يتصيد أخطاء المسلمين كيفما كانت، لكن هذه المبررات جزء من مشكلاتنا لا حل لها.
نحن كمغاربة ننادي بالإصلاح الديني الذي يعيد للقيم الدينية نظافتها ويربط بين القيم الدينية والقيم الوطنية ويصلح ما علق في تديننا الفردي والجماعي من آفات، إصلاح ديني على خطى رجالات المغرب العظماء علماء وسلاطين، إصلاح قادر على مواجهة جميع أنواع الانحرافات من أي اتجاه كانت، ولكن خصوصا من داخل عالم التدين، لأننا نؤمن بأن النوع الآخر من الانحراف الذي يحاول الهدم وتشكيك الشباب، هذا النوع سوقه نافقة ولا يشكل خطرا مساويا للانحراف من الداخل. ولاحظنا أن هذه الانحرافات التي عبر عنها شباب متدين وغير متدين وظفها بعض المتصيدين ضد إسلام المغاربة.
أحيانا لا بد من شرب الدواء المر.
إن بناء الثقة ينطلق من الصدق في مواجهة أعطابنا بدل التستر وكأننا نخاف على شيء هش سريع الكسر، وهذه مسؤولية كل من يرى في نفسه القدرة على تقديم شيء ولو قليل لدين هذه الأمة.