ستّ حقائق يؤكدها مونديال قطر!

الوطن24/ بقلم: د. محمد الشرقاوي

1. ليس التنظيم العربي أقلّ جودة من الدورات السابقة في موسكو أو باريس، بل يتفوق عليها في حفاوة الضيافة والاستقبال في المطار، ودقة وانضباط المواعد، ومستوى الأمن العام في الملاعب والشوارع على مدار الساعة.

2. تحطيم أسطورة تفوّق الشمال على الجنوب، وأن شدة التنافس بلا مركّب نقص أو ضعف متخيّل تفسح الطريق أمام ديمقراطية التأهل بمنطق البقاء للأفضل، وليس للأقوى، والأمثلة متعددة: اليابان وكوريا والمغرب.

3. ليس حوار الحضارات وتفاعل الثقافات تجريدًا سياسيًا أو ترفًا أكاديميًا، بل تجربة الفرد في بيئة مغايرة. فتأكد أن البعد الإنساني والتجربة الشخصية هما وحدة التحليل الرئيسية التي ينبغي الاعتداد بها، وليس العلاقات بين الحكومات. لقد حضر الإنسان من جغرافيات متباعدة وغابت أولوية الدبلوماسية الرسمية لدى الدول، وعلينا أن نعيد النظر في تطور الدبلوماسية العامة ودور المجتمع المدني.

4. لم تُجَار قطر والاتحاد الدولي لكرة القدم النسق القائل بمركزية القيم الغربية أو اعتبارها ذات مرجعية عالمية، بل فشل خطاب المثلية وشيوع شرب الخمر في الملاعب والشوارع وبقية التفريعات من منظومة الحرية الفردية في تحدّي الشروط القطرية باحترام الثقافة والقيم الخليجية والإسلامية. ولم تنجح شركات صنع الخمور في تشكيل لوبي عالمي ضد قطر، بقدر ما قبلت بالأمر الواقع.

5. أخفق مشروع إسرائيل في الركوب على مونديال قطر الذي يقام في قلب الخليج في توسيع دائرة التطبيع. وعاد الصحفيون والمبشرون بقرب التطويع الصهيوني للرأي العام العربي بخفي حنين، وهم يقرّون بأن لا أمل في التطبيع الشعبي والثقافي مع العرب.

6. عايشتُ تجربة الحياة في أربع عواصم في أربع قارات، وازدادت لدي القناعة بأني مواطن العالم Global citizen. ولم أستسغ، كما كتبت سابقا، كيف أضحت هذه المرحلة تكرّس أسْلَحة الهويات Weaponization of identities في شتى المستويات، واستغلال الرموز والأيقونات في التجاذبات بين الثقافات ذات المنحى القومي المتزايد. وخلال المونديال في الدوحة، تعرّفت على عدد ليس بالقليل من مواطني العالم، ولمست أننا جميعا نعشق الحياة ونتمسك بكرامة الفرد وتحقيق الذات، وأن أرض الله الواسعة أكثر رحابة من أي مربعات ضيقة تنخرها القوميات ونعرات التعصب الانطوائية.