سكان طنجة يشكون من ضوضاء الكباري بفندق “أهـــلا” وتأثيره على حياتهم اليومية في المغرب.

الوطن24/ طنجة
يعاني سكان المنطقة المجاورة لفندق “أهلا” الواقع على طريق الرباط في مدينة طنجة بالمغرب من ضوضاء مستمرة ناتجة عن الكباري الذي تم تشييده بالفندق في الثمانينيات. في ذلك الوقت، كانت المنطقة خالية من السكان وكان الفندق يعد وجهة سياحية بارزة تستهوي الخليجيين وأبناء الطبقة الرفيعة. وقد كان هذا الكباري جزءًا من مشروع تطوير سياحي كبير كان يدر إيرادات ضخمة على آل بلافريج وعلى مدينة طنجة.
لكن مع التوسع العمراني الكبير الذي شهدته المدينة، تحول فندق “أهلا” من موقع سياحي منعزل إلى مركز يقع وسط العديد من التجزئات السكنية والعمارات، إضافة إلى قربه من مسجد يقع خلفه، ما أدى إلى تأثيرات سلبية كبيرة على حياة المقيمين في المنطقة.
ضوضاء لا تنتهي
يشكو سكان المنطقة من الضجيج المستمر بسبب الأنشطة التي تتم في الكباري طوال ساعات اليوم، وخصوصًا في الساعات الأولى من الصباح حيث تتحول ساحة الفندق إلى مسرح للفوضى. ويتحدث السكان عن تصاعد أصوات السكارى، وصراعات بين العاهرات، ومروجي المخدرات الصلبة، وأصحاب الطاكسيات الذين يتنافسون على جذب الزبناء الذين يتم إلقاؤهم من الكباري إلى الشوارع المحيطة.
وفي هذا السياق، قالت “فاطمة الزهراء”، وهي سيدة تقيم في المنطقة: “لم نتوقع أن يؤثر هذا المشروع على حياتنا بهذه الطريقة. كنا نأمل أن يساهم في تعزيز السياحة، ولكننا نعيش الآن في حالة من الضوضاء المستمرة، ولا نستطيع حتى الاستمتاع بالراحة في منازلنا.”
من جانبه، أشار الحاج “خالد”، وهو رجل مسن يسكن بالقرب من الفندق، إلى أنه يعاني من قلة الراحة بسبب الضجيج الدائم. وقال: “في عمري هذا، كنت بحاجة للراحة، لكن الضوضاء لا تتوقف. أتمنى أن تُؤخذ مشاعر السكان بعين الاعتبار.”
السلطات تتدخل ولكن الحلول غير كافية
وأشار العديد من السكان إلى أن السلطات المحلية تواصلت معهم في عدة مناسبات للاستماع إلى مشكلاتهم ووعود بإجراء دراسة لتقييم تأثير الكباري على المنطقة. كما تم اقتراح بعض الحلول مثل تحسين عزل الصوت وزيادة المساحات الخضراء حول الفندق لتخفيف الضجيج. ومع ذلك، يعتقد السكان أن هذه الحلول لم تكن كافية للحد من المعاناة اليومية.
وفي هذا الصدد، اقترح البعض أن الحل الأمثل يكمن في سحب رخصة الكباري والاكتفاء بإبقاء العمل في الحانة والمطعم حتى الساعة الثانية عشرة ليلاً. فالسكان يأملون أن يتم اتخاذ إجراءات حاسمة للتقليل من تأثيرات الكباري على حياتهم اليومية.
التوازن بين السياحة وراحة المواطنين
تسعى مدينة طنجة في المغرب إلى تحقيق التوازن بين تحقيق التنمية السياحية وتلبية احتياجات المواطنين. ورغم أن فندق “أهلا” يعد وجهة سياحية هامة، إلا أن السكان يأملون أن تؤخذ آراؤهم بعين الاعتبار في المستقبل لضمان تحسين ظروف معيشتهم وتخفيف ضوضاء الكباري التي تؤثر سلبًا على حياتهم اليومية.
يبقى الأمل في أن تتمكن السلطات من إيجاد حلول مستدامة تحقق مصلحة جميع الأطراف، وتساهم في تحسين جودة الحياة في المنطقة.
