شبكة التشهير والابتزاز بالمغرب.. خيوط المؤامرة تمتد إلى كندا والعدالة المغربية تتحرك!

الوطن24/ الدار البيضاء
كشفت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية الزجرية لعين السبع بالدار البيضاء، اليوم الثلاثاء 4 مارس 2025، عن مستجدات صادمة بخصوص شبكة إجرامية متخصصة في التشهير والابتزاز الإلكتروني، تنشط داخل المغرب ويديرها مشتبه فيه رئيسي فارّ خارج البلاد، وتحديدًا في كندا. القضية التي هزّت الرأي العام المغربي شهدت توقيف خمسة أشخاص، بينهم فتاة قاصر، بتهم ثقيلة مرتبطة بجرائم معلوماتية خطيرة تهدد الأمن الرقمي في المغرب.
تفاصيل الإيقافات ودور المتهمين
أوضح نائب وكيل الملك، السيد جمال لحرور، خلال ندوة صحفية، أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قدمت، يوم 1 مارس 2025، خمسة مشتبه فيهم أمام النيابة العامة بالمغرب، بناءً على شكاية لسيدة تعرضت هي وعائلتها لعمليات تشهير وتهديد وابتزاز عبر تطبيقات التراسل الفوري.
وكشفت التحقيقات أن الموقوفين لعبوا دورًا حاسمًا في تسهيل أنشطة المشتبه فيه الرئيسي، الذي لا يزال في حالة فرار. وقد تورطوا في تزويده بأرقام هواتف مغربية وأقنانها السرية، ما مكّنه من إنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، استخدمها في تهديد الضحايا داخل المغرب. كما أكدت التحريات التقنية تلقيهم تحويلات مالية من ضحايا الابتزاز في المغرب، إضافة إلى مساعدته في إنتاج وتعديل مقاطع فيديو استخدمت في حملات التشهير.
تورط فتاة قاصر في العملية الإجرامية
أما المفاجأة الكبرى فكانت تورط فتاة قاصر، تبلغ من العمر 15 سنة، تم العثور في غرفتها على عدة شرائح هاتفية استخدمت في تنفيذ المخطط الإجرامي داخل المغرب. وكشفت التحقيقات أن رقم الهاتف الذي استُعمل في تهديد المشتكية قد تم تثبيته على هاتف الفتاة، التي اعترفت خلال استجوابها، بحضور ولي أمرها، بأنها ساعدت المشتبه فيه الرئيسي عن غير قصد، عبر توفير أرقام استخدمت لإنشاء حسابات وهمية.
وبناءً على هذه المعطيات، قرر قاضي الأحداث إيداع القاصر في مركز لرعاية الطفولة، مراعاةً لمصلحتها الفضلى ووفقًا للإجراءات القانونية المعتمدة في المغرب لقضايا الأحداث.
تهم ثقيلة وعقوبات منتظرة
وجهت النيابة العامة المغربية للمتهمين تهمًا خطيرة، من بينها:
- المشاركة في إهانة هيئة دستورية وهيئة منظمة بالمغرب
- نشر وتوزيع ادعاءات كاذبة بقصد المس بالحياة الخاصة والتشهير داخل المغرب
- المشاركة في التهديد الإلكتروني ضد مواطنين مغاربة
- إهانة محامٍ أثناء قيامه بمهامه داخل المغرب
وبسبب خطورة هذه الجرائم، تقرر إحالة المتهمين على المحكمة في حالة اعتقال، مع تأكيد النيابة العامة على أن البحث لا يزال مستمرًا لتعقب باقي المتورطين في الشبكة داخل المغرب وخارجه.
شبكة إجرامية عابرة للحدود.. هل يتم تسليم العقل المدبر إلى المغرب؟
تمثل هذه القضية نموذجًا صادمًا لاستغلال التكنولوجيا في تنفيذ جرائم خطيرة تستهدف الأفراد والمؤسسات داخل المغرب. ويبقى السؤال المطروح: هل ستتحرك السلطات المغربية بالتنسيق مع نظيرتها الكندية لتسليم المتهم الرئيسي إلى المغرب؟ وهل سنشهد تفكيكًا كاملًا لهذه الشبكة التي بثّت الرعب بين المواطنين المغاربة؟
الأيام القادمة وحدها كفيلة بالكشف عن المزيد من خفايا هذه القضية التي لا تزال مفتوحة على احتمالات مثيرة داخل المغرب وخارجه.