طه عبد الرحمن والمقاومة: تلخيص مغالط وغبي لكتاب الثغور (1/2)
الوطن 24/ بقلم: إدريس عدار
الإخفاء هو أشد أنواع المغالطة لأنه مبني على تقديم أشياء وطمر أخرى وقد تكون هذه الأخيرة هي جوهر القضية. وقفنا على هذا النوع الخطير من المغالطات أثناء مناقشتنا لموقف طه عبد الرحمن من المقاومة، بعد أن تجرأ أحدهم ليصفه بفيلسوف المقاومة في محاولة للتطفّل على أمر لا يخصّه ولتصفية حساب بليد لا شأن لنا به وإن كنا نعرف حيثيته وسياقه، ولم أشأ في المرة الأولى التفصيل في إيراد النصوص الدالة على أن طه يقوم بتبخيس المقاومة وأن له فهما خاصا له لا ينسجم إلا مع “الأخونة”، غير أن المعني بالجواب عن السؤال الحقيقي وهو الموقف من النصوص الواردة في كتاب “ثغور المرابطة” دخل إلى صفحتي من خلال اسم مستعار لكنني عرفته من خلال طريقة أسئلته المكررة بل واجهني بأسئلة واجهه بها من حاججه من قبل، واستعجلني في الدليل وأنا منهمك في مكتبي كما لو كنا في الاتجاه المعاكس وفي زمن محدود للنقاش، وإلا فموقفي مؤدلج حسب الجاهل، ولا أدري أي رابط بين زمنية الرد وبين الأدلجة، فكم هو سخيف حديث من لا يملك الا أن يكرر أحكام سبقه إليها كثيرون ولم نسمع جديدا سوى توزيع النباح بين صفحة مسنطحة وصفحة مزورة لمزيد من التسنطح، فنبهته إلى أنني أشتغل في تلك اللحظة ولينتظر مقالا مفصلا، غير أنه كرر عبارات يدعي فيه أني أريد الهروب فقط، لأنه يخشى أن آتيه بالخبر اليقين.
وفي المساء نشرت المقال الثاني يتضمن التوضيحات، التي طلبها صاحبنا، وبالتدقيق وبرقم الصفحات وباستدلال منطقي، وكنا ننتظر منه أن يناقش الموضوع أو ليرد إن شاء، غير أنه اختار مسارين في الرد كلاهما من الحقارة بمكان. في الصفحة المزورة، التي فضح نفسه فيها بتعليقه الوحيد على ما كتبه في حقنا، وبمستوى منحط وغير أخلاقي.
أقول: لماذا هربت وهل هذا رد علمي ام استحضار ثقافة قفزات القردة في جامع الفنا…انك تكرر جملا مثل المعتوه ولا تقل شيئا..فهذا ما كتبته أنا وذاك ما كتبته أنت ودع القارئ العاقل يقارن..لقد تبين انك زنقاوي شوارعي ليس عندك ما تقدم في مجال العلم لأنك لم تكن رقما ولا صاحب بصمة، نكرة يبحث عن “ال” التعريف، ونسي أن المعروف والعارف لا يُعرّف.
اين هي الائتمانية والأخلاقية يا دجال.. أنت غير مؤتمن حتى على أبسط قواعد الموضوعية اما اعتماد منهجية جامع لفنا ورقصة القردة هي منهجية الحلايقية. وهؤلاء هم بهذه الصورة لأنهم يمارسون الفرجة وليس المعرفة وهو حقهم. وهذه صفحتك الغريبة التي تصرف فيها لغتك الزنقاوية من بعيد وتنبح وتبحث عن دور لأنك بالفعل لا تعرف شيئا فحتى الدقة المراكشية التي تريد أن تغطي بها ظلاميتك هي أشرف منك وأرفع. وليكن في علمك وعلم من حولك، ايها الساقط، وقبل أن تكتب أولى جملك في الفيسبوك كنت أنا أكتب…الصحافة مهنة شريفة لكن لا تنسى أيها النكرة إنني باحث وخلفيتي العلمية فضلا عن الإعلام هي الفكر الإسلامي وكذا الرياضيات أيها الراقص على الحبال.. وكتبت أنا قبل أن تفكر أنت ومن معك في الهجرة الملتبسة قصد التكسب باسم العلم الديني.. لماذا تحذف الردود عليك وتفتعل صفحة زنقاوية.. اليس لك شغل لتلهينا عن وظيفتنا ونشاطنا؟ يبدو انك عاجز ان تثبت نفسك خارج الاساليب المنحطة؟
لا تهرب يا سافل وتعالى وناقشنا واحدة تلو الاخرى لنرى من الذي يموء .. كلامك لا يزيد ولا ينقص في الحجة ولقد برهنت على انك ولد الزنقة وترجم من بعيد وجبان حقير. تقول قرأت التحنيشة فهل يتوقف التقييم على قراءتك انت، وانت خصم تافه ودخيل. الناس قرأتها وعبرت عن انطباعها الصحيح بينما دخلت بصفحتك المزيفة تتلصص وبدل ان نسمع فكرا وعلما سمعنا تربية أولاد الزنقة. التنابز بالألقاب يا دقايقي الائتمانية أسلوب ولد الزنقة.. اين هي الاخلاقية التي بدأت بها متنكرا يا دجال؟
من خلال ما جاء في صفحتك المزورة أيها الغبي هو الأسلوب نفسه كما أن ردك الذي انتظرناه يدور حول ثقافة الحلايقية مما يؤكد أن تربيتك اكتملت في جامع لفنا مع القردة والثعابين لذا لا نلومك اذا كان ردك الساخر/الحاقد مليئ بثقافة الحلايقية مثل الدقايقية، طلب الرش. الحلقة مكان للفرجة وتتميز بأساليب متعددة والتشبيه هنا رمزي.
أما المسار الثاني وهو المهم هنا فهو بدل أن يرد الحجة بالحجة وأن يقدم الدليل على خطئنا إن كنا خاطئين في حق طه عبد الرحمن، فر إلى الجبل، ومن غريب الصدف أنه أطلق على صفحته المزيفة اسم “فرارة”، والشجاعة مجتمعة هي شجاعة في السلوك والأفكار والمواقف، ومن يتبنى مواقف تبخيس المقاومة لن يكون إلا جبانا دليلا.
لقد انتظرنا ردا على قراءتنا في كتاب “ثغور المرابطة” ففر نحو الجبل مرة أخرى وهذه المرة من خلال تقديم تلخيص بليد ذكرني في تلخيص الكسالى للنصوص في الطفولة، والغبي تفضحه لغته وتقنيته، حيث استعجلني في الكتابة وكأننا في حلبة وليس في مطارحة للأفكار، ولكن هو لم يجب ونام واستيقظ تم كتب ملخصا للكتاب المذكور، لكن عبر ممارسة مغالطة خطيرة وهي “الإخفاء” فكي يعلي من شأن طه أخفى جوهر الموضوع.
فجوهر الموضوع أنني لم أقل أن الكاتب مع الاحتلال، ولكن كما قلت أكثر من مرة إن موقفه هو نفسه موقف يوسف القرضاوي، الذي يكفر المقاومة في لبنان، وهو نفسه أيضا موقف كثير من الجماعات الإرهابية، التي تعلن عداءها لدولة العدو، وتردده حتى داعش والنصرة، لكن جوهر المشكل هو أنه سلك مسلك التسوية بين موقف محور التطبيع ومحور المقاومة، وان كلاهما يشكل أزمة للأمة وعليها أن تتحرر منهما، بهذه الخدعة الائتمانية، التي ما فتئت تطبل لها، فطه يرى أن هذه الأخيرة حل لهما معا.
نعرف أنك مجرد مرتزق صغير وأنك تعيش في دولة ولاية الفقيه، والكاتب علق على هذه الولاية باعتبارها أساس الأزمة، وأن لا حل إلا بإقامة الثورة الأخلاقية الائتمانية عليها، وفي هذا الأمر وأنت تدعي أنك في ذلك الصوب الآخر، فلتعلم أن محتوى ما كان يدرس به ما سماه “المتظلمة” هو ما وصل إليه أحمد الكاتب. فقد جعل طه من الائتمانية هي الحل لما اعتبره أزمة المحور لأنه اغتراري وهيمني، وأنت ملزم بالجواب عن هذا الكلام، ولكنك أخفيته في التلخيص حتى لا تنفضح بجهلك، وتلخيصك ناقص تستحق عليه نقطة صفر لأنه يفتقد لأسس التلخيص الصحيح وقواعده، أي تعريف القارئ بجوهر الكتاب، وجوهر كتاب المرابطة يا قليل الفهم هو وضع المطبع مع المقاوم في الكفة نفسها وكلاهما يحتاج إلى ثورة إئتمانية أخلاقية، ونزع التخلق عن الولاية معتبرا إياها أخرجت الأمر عن الائتمانية، ووضعها ضدا على جوهر الدولة الناتجة عنها متهما إيران بالاغترار، بينما يتحدثون هم عن الاقتدار يعتبره هو اغترارا، وأوغل وشط في الحكم واعتبر ذلك منازعة للألوهية، وهذا شكل ملتوي من التكفير، وأنا أعرف أن مشكلتك هي اكتشافك طه متأخرا ومن غير المقبول أن تستمر في الدفاع عنه فقط لأنك كتبت بحثا تلخيصيا عن طه معتقدا أنك ستحتال على قوم من أهل الدرس الفلسفي، وأتحداك أن تطبعه كي نكشف سرقاتك.
فالكاتب جاء لتصفية الحساب مع محور المقاومة، وبذلك تكون أنت أغبى قارئ عرفته لأنك لم تفهم نصا بسيطا، لأنك لحد الآن لم تقدم دراسة ولا لديك كتابا نحاكمك إليه فالكتابة عندك مرتبطة بالزمن الفيسبوكي، وحتى فيسبوكيا فأنت مجرد متطفل تدخل في نقاشات غيرك بالتهريج ثم تخنس كشيطان رجيم، فما الذي أدخلك في هذه المتاهة؟ لما تطلب مني شيئا أجيبك ولما أطلب منك شيئا لا تجب وتكرر كلامك والتكرار بطريقة غبية، وجوابك كان بليدا لأن مطارحتك بالائتمانية، هي من البلادة بمكان لأنها ما جاءت هنا إلا لضرب المحور برمته. فادعاءاتك كاذبة لأنك في تلخيصك حاولت أن تظهر أن الائتمانية في خدمة المقاومة لكن الكاتب وضع المحور، وأساسا قطب رحاه، في نفس المكان مع محور الرجعية والتطبيع وكلاهما ينبغي تصحيحهما، وطبعا من قبل “فيلسوف التيمية” والإخوان.
طه هنا كرر كل الاتهامات التي وجهتها الوهابية للشيعة على طوال الكتاب، وأستغرب كيف لا ترى كل ذلك؟ طبعا لأنك اعتقدت أنه مدخلك الوحيد في تلك الجغرافية واليوم أنت خائف من الفضيحة فقط لهذا وصفته بفيلسوف المقاومة. ما أغباك فطه هو من أطلق على حاكم عربي فيلسوف الجهاد. وفي كل كتابه يحيل على أحمد الكاتب، ليس لجهله بالتراث ولكن لأنه يبحث عن الخصم ليضرب به خصمه. وبالتالي ما تقوم به هو رقصات قردية شبيهة بقردة جامع الفنا، لكن ما يجب ان تعلمه أيها البليد فإنك آخر من قرأ لطه عبد الرحمن حتى كنت كأطرش في الزفة، ولكن ليس لك وجه في هذا النزاع العلمي لأنك نكرة هنا وهناك وتبحث عن حلقة من وحي ذاكرتك المنسية.
تتهم الآخر بالتحريف وأنت مارست التحريف في التلخيص، وربما لجهلك بالأفكار خصوصا قد أظهرت أنك مبتدئ في قراءة طه. والتلخيص في هذا المقام بلادة لأننا نريد قراءة أما التلخيص فإن طه يلخص آراءه في الكتاب بنفسه. هو لا يحتاجك لتلخص كتابه وهذا نموذج من تلك الخلاصات التي أخفيتها على القارئ وهي من كتاب المرابطة أضعها بين يدي القراء المنصفين وليس لك لأن الحقد أعمى عقلك وقلبك ولا تهمك الحقيقة، يقول طه عبد الرحمن في كتاب المرابطة :
“فإذا كان اعتماد النظام الإيراني على المركزية الشيعية يفضي إلى تفرق الأمة بدلا من وحدتها، فهذا يعني أن هذا النظام اغتر بقدرته الثورية، بانيا عليها من الحسابات والتوقعات والطموحات ما لا تطيقه وكل نظام تدخل عليه آفة الاغترار بقدرته يكون معرضا لانقلاب وسائله إلى نقائضها…”.
لحديثي حتما بقية حيث في الجزء الثاني سنخصصه لعرض كل ما أخفاه صاحب التلخيص البليد، والإخفاء كما قلنا مغالطة خطيرة.
وأشير إلى أنني في كل كتاباتي أنحاز للمقاومة في عنوانها الكبير، ولم يكن في واردي الحديث أو التطرق لبعض التفاصيل ولكنك اضطرني لذلك المغالطة التي وصفت طه عبد الرحمن بفيلسوف المقاومة وبالتالي كان لزاما محاصرة قائلها خصوصا أنه يزعم انحيازه لهذا المحور لكن تبين عواره وكذبه على القارئ، ومن انعدام المروءة إخفاء جوهر كتاب بل من الغباء لأن الكتاب متوفر حتى بصيغة الملفات المضغوطة على شبكة الأنترنيت، والتلخيص إعلان فشل وعدم قدرة على النقد، وسنبين فيما يأتي كم كان غبيا جدا لأن الكتاب واضح من خلال نصوصه وموقف كاتبه واضح الانحياز ويعتبر احتفال محور المقاومة بالانتصار مجرد اغترار في مخالفة لما هو معروف عند البشرية. كل البشر يحتفلون بالانتصار. وسنجر المتطفل إلى قراءة مقارنة بين كتابي ثغور المقاومة وروح المقاومة، بل سنسير بعيدا لكشف ما أخفاه طه نفسه عن القارئ من مصادر. وقبل أن نخرج من الجدل مع السفهاء أذكر: لن تصمد في هذا النقاش كثيرا يا متطفّل، ولن تظل فوق الشجرة أيها الفار هناك ستسقط حتما.