على هامش تأهل الوداد؛ درس بليغ وتصرف وضيع
الوطن 24/ كتب: عبدالله الفادي
في الوقت الذي تشتعل فيه الحرب بين من يجمعهم نفس الوطن ونفس المدينة والحي والزقاق بل حتى البيت والذم وأشياء أخرى كثيرة، قام مدرب فريق “ما ميلودي صن داونز” موسيماني، بالتوجه بعد نهاية المقابلة إلى مستودع ملابس الوداد الرياضي البيضاوي، وقد التهاني لكل مكونات ممثل المغرب وتمنى لهم التوفيق في مباراة النهاية..
من العيب والعار أن نجد هناك من يهنيء، وهنا من يتحصرويسب ويلعن ويدخل في متاهات غير أخلاقية في العالمين الواقعي والإفتراضي والسبب أن فريق مغربي عاد بتعادل مكنه من عبور مشرف لكل المغاربة..
لا أفهم كيف يدفع الانتساب لفريق ثاني بالبعض أن يتمنى خروج من يلعب من أجل العلم قبل القميص، مدلولا والفائز لا يجمعه به أي شيء ولا يعرف حتى موقعه الجغرافي وقد لا ينطق حتى اسمه بطريقة صحية ؟
الوداد البيضاوي لم يكن في نزهة سياحية بل كان في مهمة وطنية رياضية يمثل فيها المغرب ككل والدارالبيضاء بكل أطيافها الرياضية العاشقة لكل الفرق بالعاصمة الإقتصادية وحتى غير الرياضية، ونجح في كسب الرهان بإمتياز كبير وتفوق لا ينكرهما إلا الصنف الذي نتحدث عنهم وبدون شك في قلوبهم مرض، ومنحنا نحن كل المغاربة من طنجة إلى الكويرة وفي كل بقاع الكون حقنا المشروع في الفرح والحلم كذلك بالنصروالتربع مجددا على عرش الكرة الإفريقية على مستوى عصبة الأبطال..
هذا المدرب الذي أقدم على هذه الخطوة لا يجمعه بالمغرب إلا لقاءات كروية قد تكون معدودة، وربما لا يعرف عن فرقها ومنتخباتها إلا الهين اليسير، بل ينتمي إلى وطن لا يخفى على أحد أن علاقتنا به لم تكن دائما جيدة، لمجموعة من الحساسيات السياسية إلى جانب الرياضة والتاريخ يدون الكثير منها وما ملف الترشح لمونديال 2010 إلا ورقة من ألف، لكن الرجل أبان عن روح رياضية جد عالية لم يكن بالمرة مطالبا بها ولا شيء يلزمه عليها وكان يكفيه مصافحة البنزرتي أو حتى معانقته في الملعب والمغادرة، لكن هذا المدرب يملك من الأخلاق التي هي من شيم الكبار، ومن الروح الرياضة ما منحه القوة على التوجه لمستودع الحمراء وتقديم التهاني لمكوناتها بل التقاط صورا لذكرى ستبقى شاهدة على محطة من محطات الإنتصارو الإعتراف بما قدمته الوداد في المواجهتين وأكثر من ذلك قدم لنا درسا بليغا نحن الذي نعتبر فوز الوداد هزيمة لنا يجب..
هنيئا للكرة المغربية ككل..
هنيئا لكل الأندية المغربية بمستواها الذي تقدمه قاريا..
هنيئا للأمة بودادها..
هنيئا لكل الجمهورالبيضاوي المنتسب لكل الأندية..
هنيئا لكل العاصمة الإقتصادية بتوهجها القاري الذي يعتبر الطريق الوحيد للعب في الساحة الدولية وحمل وسام العالمية من خلال الفوز بالكأس العالمية للأندية والمستحيل ليس مغربيا..
وما على القلوب المريضة وهي بالمناسبة قليلة إلا التوقف عن تعذيب نفسها..
لكن قبل ذلك وفي عز الفرحة التي سادت وسط لاعبي الوداد وكما حمل شريط فديو لنا بسرعة البرق، اختار بعض اللاعبين تلطيخها وتشويهها بطريقة كلها رعونة عندما رددو عبارات تمس بفريق علينا الاعتراف بمكانته التاريخية في الخريطة الكروية والقابه في القارة السمراء وحضوره في نهائي لم يبلغه غيره لا قبله ولا بعده من الأندية الوطنية..
المس بالوادي مس بالأمة والمس بالرجاء مس بالشعب وعندما تنعدم الأخلاق والروح الرياضية ينتهي كل شيء وما على مكتب الناصري إلا أن يملك الشجاعة لمحاسبة من كان وراء هذه التصرفات الغير معقولة ولا مسؤولة وأن يقدم الإعتذار للجار..