عملية نبع السلام من أين وإلى أين!!!

الوطن 24/ بقلم: الدكتورعبد اللطيف راكز*

تحرك المجتمع الدولي كله مؤخرآ ضد تركيا في حربها الحديثة في شمال ادلب في الحدود السورية التركية وتعالت أصوات المنددين بالتحرك التركي الأخير، فالغرب بقيادة فرنسا وبريطانيا وأمريكا وروسيا وألمانيا. وغيرها من الدول ويعتبر هذا التحرك نوعآ من الإستعمار، والرغبة التركية في التوسع الجغرافي على حساب سوريا ونظامها السياسي المستضعف. ويعتبرونه هذا التحرك نفسه نوع من الأبادة للأقلية الكردية ويعتبروه نوعآ من الإستعمار ويحاولون وضع عقوبات اقتصادية ولكن الدولة التركية، لا تعبأ في هذه العقوبات ولا التهديات والسياسات الأوربية لأنها تعتبر التدخل العسكري التركي يدخل في باب الحفاظ على الأمن القومي التركي. وصيانة حدود الدولة التركية المحلية والدولية. في ظرف عملت فيه أمريكا على حماية الأكراد، وتقويتهم، وتأمين ملاذ أمن للعمل على خلق دويلة لهم تقتطع من سوريا وهو الشيئ الذي يعتبر فرصة تاريخية للأكراد .سيعمل حزب العمال الكردي التركي على إستغلالها لأجل تحقيق حلمه التاريخي في الحكم الذاتي الكردي المستقل عن الحكم التركي الأسلامي كما يحلم بذلك عبد الله أوجلان ورفاقه فهذا الحزب معروف بعلمانيته وماركسيته. وهو بذلك يخدم الأجندة الأمريكيةوالصهيونية في المنطقة العربية. الساعية إلى تجزيئ الوطن العربي والأسلامي كليآ لبشر مختلفة متوازئة إنتصارات ومتناقضة ولعل الحال الوضع العربي الآن أكبر دليل على ذلك. أمام نزعة أمريكا منذ 2001 لإختراق الخليج العربي والشرق الأوسط، لإستغلال ثرواته وأمواله في صفقات أسلحة مختلفة، ومتنوعة يبيعها البنتاغون الأمريكي لعملائه في المنطقة الخليجية من أجل خلق النزعة الأقليمية. وتشجيع الإقتتال، بدعوى القضاء على المد الفارسي، وتوسعاته في الخليج العربي.
ألم يتحرك بوش للقضاء على (القاعدة) (وطالبان) في باكستان وأفغانستان. ؟.
ألم يعمل بوش بطواطئ مع الأكراد لتجزيئ العراق وتقسيمه إلى مناطق حظر طيران في الشمال تحت حماية الموساد الأسرائيلي والمخابرات الأمريكية في العراق، وقامت بريطانيا بفرض منطقة حظر طيران جنوب العراق بالبصرة حتى تسلم العراق للشيعة والفرس.وحتى يتم عزل السنة أنصار صدام حسين في تكريت وفي وسط العراق والفلوجة حيث تواطئ الكل، أكرادآ وشيعة وغربآ بدعم أمريكي إسرائيلي لتصفية رؤوس القيادة السنية الإسلامية بعراق المجد بدعوى دعمها لحزب البعث العراقي الحاكم ومساندتها للشهيد صدام حسين في معركتآ ضد الأمبريالية والصهيونية العالمية.
والأكراد هم أعداء العروبة والأسلام وهم الأداء التي تضرب بها أمريكا وإسرائيل نظام سياسي متميز أو راديكادي في الوطن العربي أو الأسلامي
فوعيآ من اردوغان بخطورة ما يحاط ضد دولته التي بناها إقتصاديآ وعسكريآ، وإعتقاد سياسي قويم ومنطقي يؤمن بالأختلاف بين الطوائف والفآت الإجتماعية. ولكن يحافظ على البعد القومي والأسلامي لتركيا بإعتباره بعد عقائدي تفرضه طبيعة الحزب السياسي الإسلامي الحاكم إلى الآن.
قام أردوغان بعملية نبع السلام لحماية حدود دولته الإقليمية ومن خطورة الأخطبوط الكردي فقاتل لفرض منطقة آمنة على بعد ٣ كيلو مترات كما رسمها في شمال سوريا ومحافظة ادلب حتى يعيد لها السوريون اللذين لجؤوا لبلده وحماهم وضحت تركيا بالمليارات من أجل جمع شملهم في مدنها حتى تعيش في داخل ارجائها السوري والعراقي والفلسطيني وجميع الدول المطهضة شعوبها.
والآن لا بد من تحرير تركيا من هذا العبئ مع الحفاظ على إنسانيتا.المتأسسة على التضامن مع الشعوب العربية والأسلامية المطهضة من قبل أنظمتها الدكتاتورية أذآ تحرك أردوغان إيقاف التمدد الكردي على حدود تركيا وتحصين بلده من أخطبوط كردستاني.
وهذا البعد الحقيقي لعملية نبع السلام، ومن أجلها تحرك رئيس الدولة التركية وأفلح بتحقيق هدفه. والآن سيستمر في خطاه باعمار الشمال السوري من أجل أن يعيش والشمال بآكمله بطمأنينة. والآن نقول آن الأوان يجب إغلاق جامعة الدول العربية لأن دورها أصبح استعماريآ ومحادي للحق وليس الأن منذ قديم. ففي كل الملفات العربية الساخنة تواطئت هذه الجمعية مع أنظمة الحكم الملكي وأنظمة أهل العمامات الخليجية لتدمير الدول العربية. و تمهيد الطريق للمد للصهيوني والأمبريالية. التي تواطأت من اجل تقسيم العراق وقتل صدام بسيوف الخليج بسيوف فارسية مسمومة وتواطأت من أجل تقسيم ليبيا والقضاء على جماهريها القومية والقوية وقيادتها السياسية الشامخة
وتواطأت من أجل تدمير اليمن بصمت أمام التحالف السني العربي بدعوى القضاء على الحوثيين وتواطأت من أجل تقسيم السودان على عهد الحزب الديمقراطي الأمريكي وتواطأت على تدمير سوريا بأكملها.
وها هي الآن توجه صرخات ضد تركيا الإسلامية في ظل أردوغان .
النموزج التركي القوي في بعده العقائدي والسياسي الإسلامي. وغلق الأفواه العربية الحاكمة التي لا تنام ألا بتعليمات ترامب ونيتانياهو
ولعلي أذكر موقف مظفر النواب حظيرة خنزير أطهر من اطهركم يا حكام العرب. وقول نزار قباني في هامش على دفتر النكسة ( أنعي لكم كلامنا المثقوب كالأحدية المثقوبة .. ومعاهدات العهر والهجاء والشتيمة).
- الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور عبد اللطيف محمد علي راكز من المغرب.