عندما تفقد أعصابك في غياب المحاسبة

 الوطن24/ بقلم: إدريس رمزي

لا يمكننا اليوم ونحن نعيش حالة من الهيستيريا السياسية في غياب حكامة حكومية واستمرار الفساد المقنع والذي يأتي على الاخضر واليابس دون أدنى محاسبة والمتهم دائما مبني على المجهول الذي هو التماسيح والعفاريت.

في كل مرة تفتح التحقيقات الواسعة وتصدر البلاغات في المواقع دون أثر لها في الواقع الذي نعيشه حيث يغيب المتهم العفريت الذي ينجح في كل مرة في الهروب من العقاب والحساب…إننا اليوم وبالفعل في مفترق الطرق.

الجميع اليوم مواطنين، سياسيين، فاعلين حقوقيين ومدنيين وكصحفيين واعلاميين مقتنعين جميعا بكون الفساد ينخر البلاد والعباد منذ مدة وأنه يزداد يوما بعد يوم والأخطر من كل هذا وذاك أن يصبح مشرعنا لدى البعض، بل الخطير أن يرمى بمن يفضح كل هؤلاء الفاسدين في السجن دون مراعاة لكل الأعراف الدستورية التي تسمح للمواطن المواطناتي الحقيقي أن يفضح الفساد والمفسدين بل وجب شكره على وطنيه الحقيقية بدل سجنه..

إن غياب ثقافة المحاسبة يشجع الجميع لكي يصبح فاسدا داخل هذا الوطن فكيف يعقل لسياسيين معروفين محليا، جهويا ووطنيا بفسادهم وماضيهم الأسود أن يكونوا على رأس المجالس الترابية من مجالس بلدية وإقليمية وهم لم ينجحوا في فك لغز جرائمهم والتي على أساسها أصبحوا من أغنياء هذا الوطن الجريح بعدما لم يكونوا وفي القريب يملكون أي شئ… فأين قانون من أين لك هذا والذي ناضل من أجله ابائنا ؟

إنها مهزلة بكل المقاييس أن يعتمد وطن بتاريخه الطويل على أشباه السياسيين الفاشلين المعروفين بلا وطنيتهم وانتمائهم للمجهول وأن تعطى لهم الورقة البيضاء من أجل توجيه بوصلة هذا البلد الذي يحتاج إلى أبنائه الشرفاء والأوفياء بدل هؤلاء الحمقى.

إدارة معطوبة، موظفين أشباح، غياب الحكامة والشفافية، الانتقام السياسي، الاقتصادي، والجميع يلهث يمينا وشمالا كيف له أن يقتطع كعكته من جسم هذا الوطن الجريح والذي يتألم ويترنح ويشهد التاريخ أن مثل هؤلاء هم من يغتصبوننا يوميا كشعب ووطن دون مراعاة لصبرنا الطويل والقديم.

فضائح كل هذه الاختلالات والفساد ليس نحن من نخبر بها بل المجلس الأعلى للحسابات أقرها في كل تقاريره التي يضعها بين الحين والآخر لدى المصالح المختصة والتي لا تتحرك بل الأخطر أن تضع دوا الأحمر على رجل مشلولة ولها من الكسور المضاعفة ما لها أنه قمة التناقض.

باختصار مفيد الحكومات السابقة واللاحق فاشلة وعاجزة فهي فشلت في التعليم والصحة والسياحة والمال والاعمال وخلق البنيات الحقيقة وإرجاع الثقة للمواطنين عبر الضرب من حديد على يد الفاسدين والمفسدين ..

المهم الأخبار في راسكم