في النهاية حنا لي غادي نضحكوا..
الوطن 24/ أبو ياسمينة رمزي إدريس
دخلت القرية فوجدتها حزينة جدا ولا أحد فيها يضحك.. سوى شخص واحد معروف بتاريخه في السرقة والبلطجة ، جلست قربه بعدما تبين لي أنه الوحيد السعيد في هذه القرية الحزينة أصلا، كان يضحك من حين لأخر ودون سبب، نظرت إليه في دهشة وكأنني أقول له على ماذا تضحك يا رجل والجميع في القرية ينظر إليك ؟..لم يعرني أي اهتمام واستمر في ضحكاته.. ونقزاته هنا وهنالك الجميع ينظر إليه بخوف.. وينظر إلي بتعجب ..
وبما أني جلست صدفة معه وبجانبه أثارإنتباهي أن الكثير من هؤلاء المهمومين ينظرون إلي لكثرة ضحكات هذا الرجل وهم يخبرونني في صمت ومن خلال أعينهم أن أسكته ولو لفترة لأنهم يخافون إنتقامه .
صراحة أعتقدت حينها أن الشخص مصاب بالزهايمرأو ما إلى ذلك ومع ذلك ضغطت على نفسي ونزلت إلى مستواه المتدني لأسأله على ماذا يضحك ؟
لم يجبني واستمر في الضحك والناس في القرية تتغامز هنا وهنالك عليه أنه شخص مجنون لا محالة.. وفي غفلة مني صرخ بأعلى صوته :
أضحك على قوم الجهل والعار نصيبهم، يجعلون السفيه والجاهل مثلي سيد عليهم ..
أضحك على نفسي وعائلتي التي تنازلت على كبريائها من أجل مصاحبة مخبولي هذه القرية.
أضحك على واقعي المر الذي جعلني اليوم مصاب بالهوس..
أضحك على واقع إمرأة تحمل طفلها بين ذراعها وهو يتدور جوعــا..
أضحك على واقع كل شخص يظهر لك أنه فقيه القرية وما أن تبتعد عنه حتى يخرج من جيبه قنينة خمر اشتراها من هموم الناس وبؤسهم.
أضحك على واقع سياسي مغربي هزيل بلا قواعد أساسية يدخله المجنون والفاسق والفاسد على السواء ..
أضحك على واقع أصحاب المسرح السياسي الذين لا يحترمون لا قواعد الديمقراطية ولا الذوق الفني ديال المتفرجين..
أضحك على واقع رئيس حكومتي الموقر والتماسيح والأشباح التي تخطط لإسقاطه من أعلى السلطة.
أضحك على واقعي مع مخبولي هذا الوطن …
أضحك على الشرطي الذي يعنف الأستاذ…
وأضحك على شعب يرتاح للفسق والفجور ..
أضحك على واقعي وواقعكم المر الهزيل ..
فقلت له ببساطة :
نعم أيها الفاسد المأجور ومع كل ذلك سنضحك جميعنا في القريب العاجل..
وسنصبح سعداء ..في يوم ما ..
المهم سير على الله…
الأخبار في راسك أشريف