قصـيدة شـعريـة ” أنــا بخير “

الوطن 24/ بقلم: حليمة تمسنى

أنـا بخير
سلني عن الهجران يا من تجهله، فلولا ظنك له هين ما سألتني
خلته أثر أقدام من غبار، في أول مهب ريح سيختفي
أم ظننت الرحيل مغيب للحظور، في الغياب من طيفك لم أكتفي
توهمت إذا النسيم غازل شعري، فقلت هذا ما به دللتني
يا أملا أخيرًا كان في الحب، أخبرتك به لكنك هجرتني
كنت لك وطنا يا محاربا، من العناء بين أحضانه ترتمي
حسبتك معشر جنود لا يخون وطنه، فكيف أنت خنتني؟
مشيت مغمضة العينين، فأين النور الذي به عاهدتني؟
تعاظمت جروحي و خيباتي، فأبيت ليلا ضاحكة على ما أسمعتني
صدى كلماتك تتردد، و إن كنت بعيدا عن حدود أوطاني خالجتني
لازالت ذكراك تختبئ بين حناياي، هويت فراقي فلك ما منعتني
تئن آهات الندم عن كل معارك الحب، بإسم الهوى جزأتني
ما ظل بداخلي سوى خراب، يحن إلى أحرف بها عبرتني
كان القلب في حبك متسعا، من جفاء هواك سهرتني
هام الفؤاد لك شوقا، و ان شوقك ذل فسلام على ما أبليتني
يا رجلا غليظ القلب، الرذى أهون على ما به أسقمتني
عزة النفس حب، و إن كان في حبك صدق ما وددت أن تذلني
بالله عليك! ماذا تريد الآن يا رجلا أرقتني
أمعقول بعد الفراق جئت تسأل عن ما به أسرتني؟
أنا امرأة تكره المنتصفات يا سيدي، ففي بعدك عوضا خيرا مما أذقتني.