قـــــراءة فــي نتـائج الفـريق الوطـني للـرماية بالــنبال بالألعاب العربية بالسعودية 2023

الوطن24/ د محمد شريف نائب رئيس الإتحاد الإفريقي 

وطلع الصباح وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح. وانجلى الواقع المر على حقيقة الأمر وتبخرت الشعارات الجوفاء للأنشطة “المنقطعة النظير” والبروبكاندا الخرقاء حول الإستعدادات التي” لا مثيل لها”. وتبهدلت “القوة الضاربة” للرئيس وحاشيته.

كانت النتائج مخيبة للآمال. تراجع مخز ومذل للإنجازات المكتسبة للجامعة عبرسنوات. ونكسة رياضية بكل المقاسات. وبهدلة لا تليق بمستوى وسمعة وتألق الرياضة المغربية على اختلاف أصنافها. وتحطيم لرصيد رياضي زاخر بالعطاء والإنجازات لسنوات، وآخرها ثلاث ميداليات ذهبية وميدالية فضية انتزعت من قلب الجزائر، بمناسبة الألعاب الإفريقية2019. فما هي يا ترى الأسباب والمعوقات؟
يقول المثل الدارجي” فلان طاح،قال له اخرج من الخيمة مايل”

أولا: فريق وطني بدون مدرب. يعجز العقل عن إدراك مدى الجهل الإداري، ومستوى الأمية الرياضية، والارتجال في التدبير التي يعاني منها رئيس جامعة يشارك في استحقاقات قارية، بدون مدرب وطني لمؤازرة الفريق. في الوقت الذي يصطحب معه ـ على نفقة الجامعة طبعا ـ أربعة أشخاص لا شغل ولا مشغلة لهم مع الفريق الوطني، ثلاثة منهم لا علاقة لهم بالجامعة أصلا. إلا أن يكون الرئيس قد تعاقد معهم، للصلاة والدعوة في عمرتهم المجانية،بالتوفيق للفريق الوطني. دعاء لم يستجب له، حيث احتل الفريق الوطني آخرالصفوف.

ثانيا: مطالبةالفريق الوطني بأداءمصاريف المشاركة.
في واحدة من عبقريات الرئيس، وفي أحدث أسلوب تدبير” منقطع النظير” ابتكر الرئيس معيار جديد لإختيار الفريق الوطني، وهو” اشحال عندك اشحال تسوى”. حيث كان شرط المشاركة في الفريق الوطني هوأداء مصاريف المشاركة. أما التربصات والانتقاءات السابقة، فكلها كانت من أجل الصور والذكرى وركن التعارف. مما استبعد الأبطال الحقيقين القادرين على رفع التحدي وتمثيل المغرب أحسن تمثيل. وشجع الراغبين في السياحة وأداء العمرة بتوسط الجامعة في الحصول على الفيزا. حيث تميز إبداع السيد الرئيس في قلب جامعة الرماية بالنبال إلى وكالة أسفار.

ثالثا : تربصات الفريق الوطني.

تربصات الفريق الوطني لها معاييرها، وقواعدها، وفنونها، ومناهجها. أما التربصات التي أشرف عليها المكتب المديري المنهار، لم تعرف الاستقرار والاستمرارية. ولم تعرف الانسجام وتنمية الروح الجامعية، وتطوير مفهوم التحدي وهي العناصر الأساسية لخلق الإنسجام داخل الفريق، والرفع من استعداده البدني والنفسي. الشيء الذي افتقده أفراد الفريق الوطني الحالي. حيث كانوا يتغيرون من لقاء لآخر ومن تربص لتربص، بسبب سياسة الرئيس التي اعتمدت أساسا منطق المحاباة والموالاة. ومما يؤسف له هو أن السيد الرئيس المخلوع، عاش نموذجا ناجحا خلال المكتب السابق. حيث تأهل الفريق الوطني ـ على حداثة سنه ـ للفوز بثلاث ميداليات الذهبية وفضية، في استحقاقات الألعاب الإفريقية بالجزائر. لذا لم تكن الأزمة في نقص التجربة لدى الرئيس، وإنماكانت في تضخم الأنانية لديه، وفي انعدام الروح الوطنية، وتدني رصيد المواطنة واضمحلال الإيمان بمبدأ الصالح العام.