قناة الميادين ومغالطة “الرأي الآخر”: حمادة والكنبوري في ضيافة “ألم” …الهيلالي والآخرون في ضيافة “المشهدية”

الوطن 24/ بقلم: إدريس عدار

إدريس عدار

ليس فيما كتبت ولا فيما سأكتب أي تحقير للعمل الذي تقوم به قناة الميادين، ولكن الغرض هو التنبيه إلى جيوب داخل هذه القناة، أصبح دورها هو صباغة ضيوف ليسوا من أهل الرأي، وتقديمهم للمشاهد على أنهم أصحاب رأي، إنما يصيغون وجهة نظر وفق آليات التوظيف من مراكز “البترودولار”، وتتغير وجهات النظر لديهم بتغير وجهات التوظيف. ضيوف ظلوا لسنوات طويلة يحاربون “المحور” الذي تمثله القناة، دون أن يرف لهم جفن، واجتهدوا في تشويه صورته على كل المستويات. ومثلما استغربت استضافة قياديين في التوحيد والإصلاح، أستغرب اليوم وجود أشخاص كانوا يصفون القناة نفسها بأنها وسيلة للتغلغل الصفوي.

لو كان هؤلاء يحترمون أنفسهم، لما سمحوا لأنفسهم ان يطلوا بوجوههم من برامج قناة محسوبة على محور كانوا يعتبرونها من أدوات “التغلغل”. وقد تنبأنا منذ فترة طويلة بهذا التحول، وبأنهم سيغيرون اللهجة ويطرقون ابواب الهروب من سنوات من الرهان على تشويه ذلك المحور. كنا نتوقع وجودهم في المواقع التي حاربوها، لأننا كنا نعرف أنهم سماسرة التشهير. لقد ضايقناهم وطاردناهم في كل ما يكتبون وكشفنا عن تفاهة ما يكتبون وارتباطاتهم المشبوهة، لكن المفاجأة كانت كبيرة عندما عثروا على ملجأ قصد تبييض وجوه اسودّت من كثرة “الدخان”.

لقد نبّهنا كثيرا الى هذا الموضوع وكنا نعتقد أنه مجرد خطأ ناتج عن قلة معرفة، لكن تبين أن هناك مشروعا لاستضافة كل “العصابة” التي “جاهدت” و”اجتهدت” في تشويه صورة محور المقاومة، ولسنوات طويلة، حتى أنه لم يعد لدى بعضهم “شغل” سوى هذا، والذين يتابعون الموضوع يعرفون أن الأمر ليس لوجه الله، ولكنه اصطفاف مدفوع الأجر من مراكز تشتغل ليل نهار. واليوم بعد أن وقعت تحولات كثيرة وإغلاق بعض الأوكار نتيجة انتهاء المهام وتحت عنوان الضائقة المالية وبعد ارتداد صدى الصراع على أهله نتيجة “المصالحة الخليجية”، يحاول كثيرون الهروب في اتجاهات متعددة. وكتبنا عن ذلك قبل أن يقع.

لم يجد التنبيه نفعا لأن من يقف وراء هذا الاختراق والتغلغل الحقيقي يخفي “التمكين” لهم تحت عنوان “الرأي الآخر”. هذه مغالطة إن كانت تنطلي على البعض، فلا يمكن أن تمر أمامنا مرور الكرام، وهي صادرة عن لؤم كبير. لسنا ممن يجهل قصة الرأي الآخر، وقد كتبنا كثيرا عن التزييف الذي يتم تحت عناوين كبرى.

الرأي الآخر، الذي تحت عنوانه تتم استضافة عصابة التشهير، هو “رأي” و”آخر”. بمعنى إن كان ولابد من استضافة مخالفين في الرأي، فليكونوا من أصحاب الرأي لا من “جوقة” التشويش. أهل الرأي في المغرب معروفون لدى المهتمين، بينما من تمت استضافتهم لا رأي لهم، بل هم فقط يمثلون وجهات نظر لا دخل لهم في إنتاجها، وقد فضحنا سرقاتهم الأدبية فيما يزعمون أنه إنتاج فكري. إن صاحب الرأي له رأي لا يغيره بمجرد التحولات التي تعرفها “الجهات المعروفة” برسم الاصطفافات الجديدة، فكل ما يقولونه ويكتبونه مرتبط بالتعاقدات الجديدة التي ينخرطون فيها، لأن حجم التناقضات في كتاباتهم لا حصر لها، حيث لا قيمة للمبادئ لديهم، ولو كانت لهم مبادئ ما اختاروا الظهور في هذه القنوات التي يصفونها بأنها أدوات للتغلغل. ومن مؤشرات عدم وفائهم للمبدأ هو ظهور في مواقع متناقضة. إذا كانوا هم بلا مبدأ، وهذا معروف عندنا، فالعتب على من يستضيفهم تحت عناوين كثيرة غير مقنعة بتاتا.

فإذا لم يكن رأيا فكيف يكون “رأيا آخرا؟” ولنسلم بأنه رأي على قول من حدثناهم من القناة، لكن لنفحص أنه “رأي آخر”.

المبرر الذي حاول البعض إقناعنا به، هو أن القناة ملزمة باستضافة الرأي الآخر للموازنة بين “الرسالة” وبين مطالب الجهة القائمة على الساتيليت. نؤكد مرة أخرى أنه لم تتم استضافة أي واحد بعنوانه الأصلي. لقد تحولت قناة الميادين أو بعض الوسطاء فيها إلى “مقدم حومة” (أدنى رتبة في الإدارة الترابية عندنا) شغلهم تغيير العناوين. الضيوف كلهم يريدون تغيير العنوان حتى لا يتم ضبطهم. ورغم أننا قلنا إننا نعرفهم جيدا ونعرف ألاعيبهم، فإن هناك إصرارا من طرف جهة “ما” على خرق الميثاق مع المشاهد وأساسا مع جمهور المقاومة، الذي يعتقد البعض أنه غير موجود في المغرب.

الجهة التي لصالحها يشتغل ضيوف القناة من المغرب هي نفسها الجهة التي تدير فريق 14 آذار. لماذا لا تستضيفون أطرا من الفريق إلا بشكل نادر؟ فهؤلاء لا يختلفون عنهم في شيء بل يسيرون في طريقهم ولو بطريقة فيها بلاهة واضحة. فهل تقبلون أن يستقبل إعلاميون مساندون لمحور المقاومة شخصيات من الفريق المذكور حتى يتحدث عن “المقاومة” باعتبارها مجرد “وجهة نظر” وليست خيارا؟

الرأي الآخر قيمة وليست كلاما. نعم قد تستضيف القناة أصحاب رأي يخالفون المحور، بل يمثلون الجهة الأخرى، لكن بصفاتهم وعناوينهم. تستضيفهم بوجوههم المكشوفة دون ماكياج. أي أنهم ضيوف يقدمون أنفسهم على أنهم مع الخيار الآخر وبهذه الصفات يتعرف عليهم الجمهور والمشاهدين، ولا يسعون للتلبيس عليه، بل يتفاخرون بانتمائهم وبما يقدمون من خدمات لمحورهم.

على عكس ذلك كل من استضافتهم القناة من المغرب ينتمون لخيار واحد أو ما يسمى “سلة” خدمة محاور “الوهابية” بكافة أشكالها ومن خلال مراكزها المنتشرة هنا وهناك، لكن بعناوين مختلفة.

أخطر شيء هو أن تقوم بتبييض السيرة السوداء لهؤلاء، بعد أن أوغلوا سبا وشتما في المحور. وإذا كان ضروريا استضافتهم تحت عنوان الرأي الآخر فعلى خبراء القناة الديمقراطيين أن يستضيفوهم بعناوين قبل أن يقوموا بتغيير الصباغة على طريقة “صباغي الحمير” المعروفة في إحدى المناطق المغربية.

فالقيادي في التوحيد والإصلاح امحمد الهيلالي، الذي شتم السيد نصر الله في الشارع العام (https://www.hespress.com/%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D9%8A%D8%A7-%D9%86%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D8%A7-%D8%AD%D9%82%D9%8A%D8%B1-130012.html)، تمت استضافته في القناة قبيل حوار العام. ولكن الأدهى والأمر هو أن يتم تقديمه بخطاب يتماهى مع خطاب المقاومة بل أكثر مزايدة عليها. إذا كان لزاما استضافته، فليتم ذلك من خلال العناوين التي يتبناها، ومن خلال دعوته لإسقاط الدولة في سوريا وموقفه من المقاومة في لبنان وموقفه من الجنرال الشهيد قاسم سليماني وإيران.. أما حديثه عن المقاومة برسم الإخوان المسلمين جعلته يمر تحت عباءة المقاومة وكأنه مقاوم وليس ضد المحور برمته.

وحتى ننهي هذه القصة الغريبة حول “الرأي الآخر”، فإن مرور شخص مثل هذا في برنامج حواري وفي وقت الذروة يعني أن القناة صادقت على مصداقيته، التي تعني أن كل ما قاله في السابق له مصداقية وهو مجرد وجهة نظر، وقد وثقنا كل ما صدر عنه خلال سنوات..

واليوم تقدم لنا عناصر أخرى ظل كل همها التشويش واعتبار كل وسيلة من المحور هي أداة للتغلغل، لكن لم تقدمهم بعناوينهم الحقيقية ولكن واحد يتم تقديمه أو يقدم نفسه على أنه مفكر حر، وهو لا فكرة له أصلا ومر من العمل لدى الوهابية السرورية إلى التمكين الناتج عن مصاحبة رجل “سياسة مشهور” أو خدمته.

ليس منطقيا استضافة واحد هذا مساره وطبيعته ويقدم نقدا للجماعات الإسلامية وخصوصا الإخوان المسلمين رغم أنه مجرد نقد برسم جهة خليجية “خاصمت” الإخوان بعد طول ود. وسيطل علينا بعد حين من ينتقد الإخوان لمجرد أن أردوغان تخلى عنهم، وسيصبح هذا الأخير على حق بينما هم كانوا مجرد ديكور. هذا ما كتبه بعضهم ممن ظلوا لسنوات يدافعون عن أطروحات الإخوان. دفاعا مربوطا بموقف تركيا والراعي العربي للربيع العربي.

بعد أن نبهنا صاحب برنامج “ألم” إلى أنه أخطأ باستضافته لمنتصر حمادة، التي تخصص وظيفيا في التشهير بـ”المحور”، وبدل أن يعترف بخطئه، اعتبر القضية مجرد رغبة في الحوار، فاستضاف إدريس الكنبوري، الذي صدر عنه كلام كثير وكبير في حق “المحور” كله، وظل لسنوات طويلة يقوم بدور التشويش خصوصا لما تم التمكين له في بعض المراكز “البحثية” الخليجية التي طرق بابها كما هو معروف عليه في طرق كل الأبواب.

صاحب “الرأي الآخر” هذا، الذي استضافته القناة، يقول في مقال له سنة 2017:”اهتزت إيران، للمرة الأولى منذ عقود طويلة، على وقع عمليتين مسلحتين في العاصمة طهران، في موقعين لهما طابع رمزي كبير بالنسبة إلى دولة الملالي، ضريح مؤسس الجمهورية الخميني، الرمز الديني للدولة، بالتزامن مع الذكرى الثامنة والعشرين لوفاته، ومقر البرلمان، الرمز السياسي للدولة” ويضيف “لا شك أن إيران، التي لعبت بالنيران في المنطقة سنين طويلة، قد انتهت بالاحتراق بها. فقد استثمرت كل نفوذها في العراق وسوريا واليمن ولبنان، ووظفت ورقة الانقسام السني – الشيعي للذهاب بالمنطقة إلى المحرقة وإشعال المنطقة العربية بكاملها، مستفيدة من أموال النفط لشراء الفصائل الشيعية ومن شبكة علاقاتها التقليدية مع شيعة تلك البلدان العربية، والذين حولتهم إلى “كانتونات” داخل الدول المجاورة لتحقيق أهدافها في ضرب مناعتها الداخلية وخلق حالة من الفوضى، إذ منذ ما سمّي بالربيع العربي وهي تتحرك في كل اتجاه بدافع خلق وقائع جديدة في المنطقة تمهد لنفوذها” (https://alarab.news/%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B1%D9%85%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86?amp).

كلام واضح ولا لبس فيه، ويا ليث القناة استضافته ليقول مثل هذا الكلام ليتماهى مع خطاب محور المقاومة في مواجهة التكفيريين والإخوان. ف”دولة الملالي” تعبير معروف مصدره، وهي مسؤولة عن المحرقة التي تعرفها المنطقة، والمقاومة في لبنان والعراق واليمن وصمود الدولة السورية مجرد أدوات في يديها في فهم “صاحب الرأي الآخر” بل إنها مسؤولة عن التقسيم في المنطقة في وقت لا يقول كلمة عمن تسبب فعلا في إشعال النيران.

وما زال هذا الموظف في التشويه المشبوه يتحفنا بنماذجه في الكتابة حيث يقول: “عندما ذهب قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إلى موسكو خريف العام الماضي، ليوصل إلى فلاديمير بوتين رسالة من طهران تطلب مشاركة روسيا في محاربة المعارضة السورية، لم تكن إيران تدرك أنها ستكون الكاسب الوحيد، كانت تعرف أن اللعبة في سوريا أكبر من حجمها، فالميليشيات الشيعية العراقية ومقاتلو حزب الله لم يكونوا كافين لربح الحرب، لذلك غضت الطرف عن انعدام الثقة بينها وبين موسكو مقابل انتصار عسكري على الأرض. لم يكن من المتوقع أن يستعيد النظام السوري منطقة حلب الشرقية من دون توفير موسكو للغطاء العسكري الجوي بهدف تمكين قواته من السيطرة على المواقع التي كانت تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة. ومنذ بدء التدخل الروسي بات ميزان القوى يميل لصالح النظام، بفعل المقاتلين الذين جلبتهم إيران من الأصقاع الشيعية وخلقت منهم حزاما يحول دون سقوط نظام الأسد، ما خلق توازنا مختلا بينهم وبين مقاتلي المعارضة” (https://alarab-co-uk.cdn.ampproject.org/c/s/alarab.co.uk/%D9%85%D8%AD%D9%88%D8%B1-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%83%D9%88-%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D9%84%D8%A8?amp).

الجماعات الإرهابية التي جمعت شذّاد الآفاق من كل بلاد الدنيا هي مجرد معارضة سورية في مواجهة النظام، وقد تمت استضافته اليوم ليحلل خطابها، وينتقدها وبالتالي يغطي على هذا الموقف بالكامل، الذي يعتبر تعسفا في التحليل، لأنه يقدم معلومة مغلوطة، في وقت لم يعد أحد في العالم يشك بأنها جماعات إرهابية وليست معارضة باستثناء المحور الخليجي آنذاك. مؤكدا على أن المقاومة العراقية هي مجرد مليشيات شيعية، وهذا خطابه الدائم والمتواصل. واقرأ جيدا أن إيران، التي ساهمت بخبراء عسكريين باتفاق مع الدولة، هي بنظر “صاحب الرأي الآخر” مسؤولة عن جلب المقاتلين من الأصقاع الشيعية. مع العلم أن المقاتلين الذين شاركوا في الحرب من بلدان أخرى كانوا معروفين وهل يعتبر العراق “صقعا” بالنسبة لسوريا أم جوار مشترك ومصير لا ينفصل؟

وفي المقال ذاته يقول “صاحب الرأي الآخر” بوقاحة: إن “روسيا دفعت بما يزيد عن خمسة آلاف مقاتل في المستنقع السوري، وطيران حربي غير تقليدي في معركة إبادة حقيقية في حلب، ولم تكن تلك القوات بهدف هزيمة المعارضة المسلحة، ولكنها كانت لأهداف استعراضية أمام الأوروبيين والأميركيين للتذكير بأنها لا تزال قوة عظمى ويجب أن يوضع ذلك في الحسبان”. اتهام واضح للروس حلفاء الدولة السورية بإبادة الحلبيين، وهو الشعار نفسه الذي رفعته الجماعات الإرهابية على لسان المحيسني “حلب تباد” مع الإصرار على وصف المقاتلين من 83 دولة بالمعارضة المسلحة.

وفي مقال تحت عنوان “موسى الصدر والخميني” يتهم هذا الأخير ويتبنى رايا شاذا معروف المصدر، بوقوف الامام الخميني وراء ما اعتبره تصفية للإمام الصدر في ليبيا سنة 1978، ورغم اعتماده على كتاب أمريكي، فإن المقال لم يكن استعراضا لفقرات الكتاب ولكن كان من باب الاستدلال على ما ذهب إليه هو نفسه. (https://alarab-app.cdn.ampproject.org/c/s/alarab.app/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D9%8A%D9%86%D9%8A?amp).

وقال فيه أيضا “فقد أنشأ موسى الصدر حركة أمل في النصف الأول من السبعينات في إطار المواجهة مع إسرائيل، لكن الخميني عمل على محاصرة تلك المبادرة بإنشاء تنظيم عسكري سياسي تكون الموالاة المطلقة لديه للنظام الإيراني في طهران عام 1982، بحيث أصبح حزب الله امتـدادا استراتيجيا وأمنيا لإيران في الداخـل اللبناني، على أسـاس أن يكـون الممثل الشرعيّ والوحيد للشيعة اللبنانيين”.

بغض النظر عن تفاهة تحليل مثل هذا، متناقض مع ما قاله في وقت لاحق حيث اتهم إيران بإنشاء حركة أمل، فإن “صاحب الرأي الآخر” المزعوم، له موقف واضح من المقاومة في لبنان التي ليست بالنسبة إليه سوى تنظيما عسكريا إيرانيا لمواجهة أمل. حبذا لو استضافه أبو زكريا مرة أخرى بصفته الخبير الاستراتيجي، وما أكثر صفاته المزيفة خلال بضع سنوات أخيرة.

وموقفه من المقاومة العراقية ظاهر جدا “يريد الحشد الشيعي، وإيران من خلفه، أن يقوم بتبييض سجله الدموي من خلال معركة الموصل، والتغطية على جرائمه السابقة في الفلوجة ضد أهالي السنة، وإظهار نفسه بمظهر المخلص للعراق من شبح الدولة الإسلامية، لأنه ينظر إلى هذه المعركة باعتبارها المعركة الأخيرة التي سيكون العالم شاهدا عليها. الحشد الشعبي يريد أن يربح سياسيا هذه المرة في مدينة لا يتوجس منها خيفة، كونها ذات غالبية سنية، ولكن سيناريو الفلوجة يبقى وارد الاحتمال، ويتعين النظر إلى معركة الموصل بوصفها معركة فقط في حرب تدور على مستوى العراق” (http://www.ashairiraq.com/read/11386).

ويكفي أنه نشره في موقع يسمى العشائر العراقية، وهو مجرد إخفاء لحقيقة، يريد أن يقفز عليها اليوم صاحب الرأي الآخر، وهي أن هذا المسمى هم “الضباط البعثيون” الذين تحالفوا مع داعش في معركة الموصل. ولم يقل أحد بدموية الحشد الشعبي سوى المحور الخليجي والجماعات التكفيرية.

كل ما كتبه “صاحب الرأي الآخر” طوال سنوات هو ما تروجه الجهات التي ذكرنا، وهذا ليس برأي نهائي، ولكنه مجرد أداء لوظيفة نعرف متى بدأت وكيف صارت، لكن خلال ظهوره في قناة الميادين لم يعتبر الجماعات الإرهابية مجرد معارضة مسلحة ولكنه انتقدها، وفي كثير من كلامه الذي أوردناه دفاعا عن الإرهابيين دون أن يرف له جفن فقط لأن هناك شيعة، يطعن في عقائدهم باستمرار، وإيران ضمن هذا المحور، حيث لا يخفي “صاحب الرأي الآخر” نزوعه الطائفي الذي تعلمه يوم كان “شغّيلا” عند الوهابية السرورية.

مع الأسف إن استضافته لينتقد الجماعات الإرهابية هو تبييض لتاريخ مليء بالحرب ضد محور المقاومة، وقد منحه المرور ببرنامج “ألم” صك براءة وبالتالي ما على القائمين على القناة سوى مراجعة سجله، الذي قدمنا منه نقطة من بحر ليعرفوا “أي رأي آخر” يمثل هذا الضيف، مع الإشارة إلى أننا نتوقع من سيكون الضيف المقبل، لأنها سلسلة يدل بعضها على بعض، وحتى قدوم ضيف مشبوه جديد، نقول: انتظرونا…