قيس سعيد… وتجربة البناء التونسي
الوطن 24/ بقلم الدكتور: عبد اللطيف محمد علي راكز*
حين كنا في قلاغ السجون التونسية وفي قبضة نظام ظالم مثل نموذجا للدكتاتورية المطلقة في تاريخ تونس السياسي، وحين ذقنا مرارات الألم في ظله، مع تجاوزات محسن الطرابلس وفي حماية أخته ليلى الطرابلس وحصانة صهرة سليم شيبوب. ومع اقبارنا في سجونهم يتهم مختلفة جعلتنا سنتقل من سجن تونس ال بنزرت ثم اصفاقس والمستبر وغيرها و بأساليب قمعية مختلفة. لم نتوقع يوما ما أن يفرج عليها أو تفتح أبواب السجون أمامنا، لكن قوة البوعزيزي، والظرف السياسي التي صفع فيه من قبل الشرطية وإرادة الله الساعية لتغيير مجرى تونس الخضراء التاريخ، ووضع نهاية للدكتاتورين عى وتحقق نداء الشابي: إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر، خلقت المستحيل فخرجت نداءات الفئات المستضعفة والشباب القوى مهددة، أرحل يا أبن عل – فما كان له إلا أن رحل وعاش تجربة الموت في المنفى وفي الغربة. بعد أن حمل ما أفقر الشعب التونسي وجعله يصارع من أجل الحفاظ على نظافة ثورة الياسمين. و أنا في مكتب الإعلامي سمعت وفاة بن علي فتذكرت مع هذه الوفاة بعد أن أذرفت عيناني…ما رأيته في السجون التونسية من تعذيب الجماعة النهضة اليسار الراديكال. فتذكرت تجربة الدفاع عن حقوق الإنسان في تونس أنذاك:حمة الهامي- سهام بن سدرين، مصطفى بن جعفر، منصف المرزوقي وغيره، وتذكرت جلوسنا في ظل واحد مع محمد الجبال في زنزانته الفردية في سجن الناضور ببرزت. معاناة احسسنا خلالها بالظلم الذي تعرض له الشعب التونسي في تاريخه النضال، فابن علي نضج في ظل تجربة زواجه من ابنة الجنرال الكافي، وعبر هذا الزواج تحول المدرج المخابرات الدولية. حيث تمت تكويناته المختلفة في فرنسا وفي دول متنوعة. وبعد هذه التجربة صار طموحه كبير لقيادة الدولة. فكان انقلابه على رمزالنضال التونسي المرحوم لحبيب بورقيبه والذي تآمر مع الأطباء ضده لتبرير انقلابه عليه بالعجز الطبي وبعدها بدأت تجربة القهرالبولوسية في قهر الجناح الإسلام للنهضة وخلق سينناريوهات المحاكمات الصورية لهؤلاء – بدعوى أحداث (باب السويقة) والخوض وغيرها – ولعله تم تنويج هذه السلوكات بزواجه من ليلى الطرابلسي/ الحلاقة كما ينعها التونسيون وما ترتب عن هذا الزواج من جعلها سيدة قرطاج التي فتحت الباب لأختها جميلة وأخوها محسن و لا يخفي على أحد ما اعترفته هذه الجماعة من جرائم نهب للماء العام واعتاء على المال العام واعتداء على المواطنين واستغلال لنفوذ للوساطات المختلفة و قضاء حوائج الناس بالرشوة والمحسوبية والأساليب الزبونية المختلفة حتى عادت تونس ملكا لابن علي وليل طرابلس وتجمع دستوري.
وقد أصبت بالدهشة حين سمعت رسالة بن علي الصوتية للشعب التونسي قبل وفاته ووصيته وقلت لماذا لا يستح حكام العرب من وساختهم ولما لا يستطيعون خدمة شعوبهم إلا بالضرب و التجمع؟.
فهمت من الرسالة أنها دعوة مبطنة لمرتزقة بن علي للعودة للحكم من جديد. والذ فتح لهم الباحث السياسي بابه باحتوائهم بقايا أحزاب التجمع الدستوري للعودة ونقابة اتحاد الشعالين التونسيين، وغيرهم من الفئات التي تسعى الآن للعودة إلى الحكم وإعادة تجربة بن علي في شكل جديد ومدعوم حتى يتم التمكن من عودة أزلام النظام السالف في شكل جديد ومدعوم بالمال الذي سرق في قصر قرطاج، تم تهريب للشعوب وغيرها من الدول التي وقرت الحماية لابن على واسرته. وحل بن علي.. ورحل مكعه لازلت أذكر صوت المواطن التونسي في شارع بورقيبة وهو يتحول ابن عل رحل ابن علي هرب في شكل اللحظة بالذات تحركت أصوات الرصاص في دهاليز السجون التونسية. ثورة عارمة للمسجونين .. نريد الحرية تحي ثورة الياسمين كنا نردد ذلك ونطرق الأبواب ودموعنا تسيل. لقد سجنا بن علي ودمر حياتنا ولكن ثورة الياسمين حرتنا من قيد الطغاة . آه كم معالم الفرحة كان تعم على الجميع.
وبعدها كان الانعتاق وفتحت أبواب سجن اصفاقش والمدير يتحول للجميع السجن يحرق ورائع الحريق والانفجارات تتحول لنا: انتم الطلقاء وعائلات السجناء جاءت لباب السجن ترحب بالخارجين مه … أخيرا قال الشعب التونسي كلمته – وطرد الطغاة ، وأن عادوا أولية بلباس الباجر السيسي ومؤمراته الغنوشي في المرحلة الانتقالية للإبقاء على رموز الفساد من تركة بن علي ومن الانتقام من الشعب التونسي في ما فعله الدكتاتور بن علي.
وظلت تونس تنتظر من بدعمها في الحرب ضد الأرهاب المفروضة عليها بحكم الجواز الجغرافي في ليببيا ومن يدعم سياحتها وبنيتها الاقتصادية التي تضررت من ضربات داعش المتنوعة في ارجائها.
لكنا تونس الأبية والخضراء الرائعة الجميلة بشعبها الواعي، والمتكرررغم اختلافاته الإديولوجية في التوجه ، تنتصر مرة أخرى ضد المؤامرات التي نتعرض لها من قبل زبانية النظام السابق والمتحالفين معه من عرب الإمامات الذين يرون في تونس لقمة سائغة لهم وللإنبربالية الأمريكية المنسخة التي أفلحت في تقزيم ثورات الربيع، وقبل موازيتها وأهدافها وتحولها إلى شظايا خريف ممزقة لأشلاء الوطن العربي.
انتصر حين صوت لقيس سعيد، صوت لنموذج أكاديمي مثقف يعرف ابناؤها في مدارج كلياتها وفي شوارع تونس الضيقة البسيطة ذات البعد الشعبوي.
يعرفون قيس سعيد….. كإبن للشعب سينتصر شعب الضعفاء الذي وقسته أقدام بن عل ومخابراته وزبانية ليل الطرابلس، وهمجية اسرتها القمعية لهذا الشعب الرائع القوى والجميل والمتماسك وفي عطائه واخلاقه.
اسمع الآن صوت قبس بن سعيد فأتذكر ثورة الضباط الأحرار وقيادة جمال عبد الناصر رحمة الله وسعيه لرفع همة العرب و مصر وأذكر حين أرى حماسة قبس بن سعيد الزعيم الراحل القذافي وقوة شخصيته وتحديه للقوى القاهرة لإدارة الشعوب.
نعم أذكر بلاغة صدام حسين الشهيد حين أسمع قبس سعيد يتحدث بطاقة اللغة العربية.
نعم كل هذا أذكره سيجعل سعيد برآسته لتونس الخضراء الأبية محطكة متميزة في تاريخ تونس الحبيب.
لأنه معه فقط ستتحقق أهداف ثورة الياسمين ، ومعه ستتحقق إرادة الشعب التونسي في حكم نفسه بنفسه ومعه سينتعش إقتصاد البلاد.
لأن حاكم هذا البلد ليس مرتزقا، ولا ملكا لها ولا كارها للشعب، أومستقويا بسلطة المخزن. بل هو من قاعدة الضعفاء، فمنهم انطلق قبس سعيد ومن أجلهم لا غير ترشح للانتخابات الرئاسية.
أخيرا سيتحقق حلم المجد العزة لتونس الخضراء. فالمعركة قوية ضد براثن الفساد القديمة بتونس. والعائدة إليها بعد الهروب منها وإحتواء الباجر السيس لروادها.
أخيرا سيتحقق المجد والهمة والعلو في الشأن للخضراء فهنيئا لك تونس، برئيسك الدمقراطي الحقوقي، المثقف والمناضل من بطون عنفوانك خرج قبس ومن أجلك سيحي ………. سيقول للجميع أنه أخيرا انتج الربيع العربي الذي خرقه الأمريكان وأهل صهيون نموذجا ناجحا في الإدارة والتسيير، وإعادة الهمة للمواطن، في ظل تجربة ثورة الياسمين وسياسة قيس سعيد. فالتحي تونس… وليحي شعبها المناضل الإبي ،الواعي المتميز.
وليحي قيس بن سعيد الذي أسأل الله أن يجنبه المؤمرات التي تحاك ضد بلاده من قل الامبرالية الأمريكية والكولونيالية الفرنسية، ومن خلال آل صهيون وزبانية النظام السالف وما هو بغافل عن ذلك.
*كاتب وباحث ومحلل استراتيجي من المغرب