كورونا المخيفة
الوطن 24/ بقلم: ياسمينة الواشيري
في ظل هذه الأحداث المتسارعة ينتابنا الإحساس بالخوف من مستقبل مجهول، لا نستطيع الجزم بالذي سيحدث أترانا خائفون من هذه الزوبعة؟ أم أننا لا نقبل العيش في غموض تام؟ العالم كله تغير بل أصبح يعيش بخطوات بطيئة، هل سنتخلص من هذا الكابوس قريبا ام انه سيلازمنا أشهرا أخرى؟ من الطبيعي جدا بأن يختفي الوباء لكن لا أحد يعرف متى أو كيف فوجوده أصبح يشكل لنا عقدة نفسية تلازمنا طوال يومنا.
لا بد لنا بأن نكون متفائلين من تخطي هذه الأزمة عاجلا أم آجلا، لكن الضغط الذي خلفه هذا الوباء في نفوس العديد منا، أصبح يجعلنا نعيش في قلق دائم فهناك من فقد وظيفته وهناك من أصبح يعيش بلا مدخول مادي وهناك من فقد أقرب الناس إليه، فلا أحد يستطيع أن ينكر حجم المعاناة التي خلفها هذا الوباء لكن في ظل كل تلك المآسي، نتذكر الأوبئة التي مرت من قبل كالطاعون والكوليرا وكيف للعالم أن تخلص منها بين ليلة وضحاها، وأصبح يعيش بنفس جديد وروح جديدة بعد أن كان مدمرا على جميع الأصعدة، كل ذلك يبعث فينا أملا جديدا بأن نصمد ونصمد ونتسلح بالصبر والتفاؤل فبعد كل شدة فرج، وسبحانه الذي يجعل من كل ضيق مخرجا وبعد كل ظلام يبزغ فجر جديد، ينسي تلك الظلمة الحالكة التي بعثر سوادها أيامنا .
كورونا المخيفة عاشت معنا أياما وليالي وجعلتنا نعيش رعبا شديدا سيبقى بعد كل هذا سوى ذكرى عابرة، نتذكرها من حين لآخر لكن ما السبيل لنزع مخلفاتها من نفوس تعيش على وقع الأسى والخوف؟ يلزمنا الكثير من القوة والصبر للتخلص من تلك البقايا المؤلمة، لنسيان كل ما حدث والبدأ من جديد بكل عزيمة ويقين في الله سبحانه وتعالى والذي سيعوضنا عن كل شيء فقدناه، كورونا ستبقى مجرد ذكرى حزينة في عقولنا، سنأخذ منها عبرا ودروسا ستظل خالدة على مر الزمان ولنحيى من جديد بنفس جديد، كله حب وأمل بغد أفضل فسبحانه الذي يجعل بعد كل عسر يسرا ولنستخلص العبرة بكل ما عشناه مع كورونا التي علمتنا الصبر والتريث في كل أمور حياتنا، وأصبحنا نعد نعم الله التي لا تحصى بعد أن كنا غير آبهين بكل ما يدور حولنا، فقد كنا غافلين عن عظمة الله سبحانه وتعالى وكيف يمكن للعالم أن يتغير في لحظة بل ويقف وقفة واحدة، كل ذلك بيد الله خالق هذا الكون وما نحن إلا مسيرون تحت ملكه، وهذا كله ما كان يخطر على بال أحد منا فهناك من غرته المناصب، وهناك من أخذته الكراسي ونسي عقاب الله سبحانه وتعالى وهناك من طغى بظلمه على العباد دون حسيب ولا رقيب، وها نحن نعيش اليوم أزمة شديدة لا أحد يعرف متى ستنتهي، فليحفظ الله أمتنا من هذا الوباء وليرحم المتوفين منا وكل العوض لمن فقدوا وظائفهم وأحبائهم.
“كورونا المخيفة” هي تعبير عن أزمة من الأزمات التي عرفتها البشرية عبر تاريخها ، و ما تزال. المهم هو كيف تعاملنا مع هذه الأزمة ، سواء كأفراد أو مجتمعات أو ل دول و مؤسسات ؟! ، الملاحظ هو أنه كان هناك ارتباك كبير خاصة في بداية ظهور الوباء..
كورونا علمتنا أن نحدد اولوياتنا ، و نعيد بناء وعينا الإنساني و رفع تحدي المصير المشترك لجميع الشعوب و المجتمعات ، و على الدول أن تعيد النظر في أولوياتها الاستراتيجية ، خاصة فيما يتعلق بالبيئة ، و المشاريع النتوسطة و الصغيرة فهما صمام أمان لدى العديد من الدول و المحتمعات.