لحقوا مدعي العمل الخيري

الوطن24/ بقلم: بروفسور حسين علي غالب بابان*

ها هي تظهر في كل فاصل إعلاني، تدعو الجميع للمشاركة والتبرع من أجل بناء مستشفى…!!

طبعا أغلب من يقرأ سطوري هذه يعرف أن صاحبة الإعلان ” لا حول ولا قوة إلا بالله ” متهمة بعدة قضايا “أداب” والقصص عنها أكثر من شعر الرأس.

لا أعلم ما هو المستوى الفكري للقائمين على هذا المشروع الخيري، كيف يجعلون واجهتهم إنسانة عليها كم هائل من علامات الاستفهام، ومجتمعنا ولله الحمد فيه من الرموز الجميلة والرصينة التي تحظى باحترام الجميع، ويرحبون بلا تردد بتقديم أي إعلان أو مشاركة فيه خدمة للمجتمع.

أيضا ظهرت تسريبات إعلامية أنه تم الاتفاق بين صاحبة الإعلان والجهة الخيرية على مبلغ فلكي من أجل تنفيذ الإعلان، وسؤالي هو للجهة الخيرية أنتم تدعون الناس للتبرع بأي مبلغ ومن جهة أخرى تقدمون مبلغ وقدره إعلان قد ينجح أو يفشل، وبالتأكيد المبلغ مأخوذ من التبرعات، وهذا قانونيا سرقة علنية صارخة …؟؟

أنني أدعو لتفعيل الدور الرقابي بكافة وسائله فالأمر صدقا خرج عن السيطرة وبات مزعجا للغاية، كل ربع ساعة على شاشات القنوات الفضائية إعلانات، حتى أن من يريد أن يتبرع بات يبتعد عن هذه الجهات، ويتبرع بما عنده إلى الجامع القريب منه أو أي إنسان محتاج يصادفه أو يتعرف عليه.

كذلك منذ أكثر من عقد وأنا أتابع إعلان لجهة خيرية تنفذ مشروع، وهذا المشروع لم يتم ضرب مسمار واحد فيه حتى يومنا هذا، ومن يزور موقع الجهة الخيرية على شبكة الانترنيت أجدهم يوجهون رسالة شكر وتقدير وعرفان للمتبرعين وأنهم في المرحلة الثالثة من المشروع، وفي الواقع لا يوجد ولا شيء…!!

أيضا قد ينسى البعض قصة إحدى الجمعيات الخيرية التي كانت في حينها تملك اسم رنان وأعلنت عن مشروع لتشغيل العاطلين عن العمل، وأن مشروعها سوف يصنع المعجزات ويشغل الآلاف من الشباب، وبعد تخصيص قطعة أرض للمشروع من الجهات الحكومية، تم أكتشاف أن الجمعية هذه قد احتالت على مئات من الأفراد وأخذت منهم مبالغ، وما هي إلا عدة شهور إلا واختفى القائمين على الجمعية وباتوا مطلوبين للقضاء وبعد عدة سنوات طويلة تم إلقاء القبض عليهم، وتم الكشف أنهم عبارة عن محتالين وأرادوا الربح السريع ولم يجدوا إلا هذه الطريقة أمامهم.

*أكاديمي وكاتب مقيم في بريطانيا