لنقفز إلى الوراء

الوطن 24/ بقلم العجوز أبو ياسمينة إدريس رمزي

مقالي اليوم سيعجب الفاسدين والمفسدين على السواء لأنهم بكل بساطة أبناء الوطن الكرماء والذين يزوروننا بالتناوب كل خمس سنوات، يشربون معنا كؤوس الشاي والخبز المحمر، ويجلسون معنا على بساط قديم وضع على الأرض..

إنهم شرفاء و نبلاء و أولاد أصل كيف لا وهم يتناوبون علينا في كل مرة ويجتهدون في المعاني والكلمات المعسلة الجميلة الدافئة لكي يحصلون على أصواتنا..

إنهم المختارون لكي يسيروا أحوالنا والذين يعملون على إصلاحها ليل نهار بدون أجر سوى أجر النفاق والمشاريع الضخمة الهائلة والتي يبحثون بكل الطرق لكي تكون الأوراق قانونية لا أقل ولا أكثر، أما المشاريع المبرمجة فهي في الخيال..

إنهم تجار الأوهام والذين يعملون جاهدين مع عائلاتهم وأصدقائهم من أجل خلق أسطوانة جديدة تحمل شعار الوطن والمواطن وكلماتها تحمل أعيش أنا وبعدي هذا الوطن والمواطن..

إنهم يحصدون كل الشئ وآخر ما هم يحصدونه اليوم هو جيوب المواطنين على حساب فقره و بؤسه ..
انهم هكذا يريدون لأنفسهم أسياد القوم ويخططون لنا لكي نكون نحن تحت أقدامهم المتسخة والعفنة..

إنهم جبناء حقا وحمقى لأنهم يتناسون أن لنا مكان واحد ووحيد سنخلد فيه و هو القبر و سنتحاكمون معهم يوم القيامة يوم لا سيد ولا حاكم ولا برلماني …يوم سنكون واقفين أمام الله الحاكم العادل سنأتي بالبرهان على أنكم أكلتم أموال اليتامى وشردتم الأسر والأطفال، وهجرتم خيرة الشباب منهم من قضى نحبه في البحر ومنهم من وصل سالما ويعيش بين أحضان البعض على الأقل في سلم و سلام من عبثكم وطغيانكم..

من أنتم لكي تعبثوا بنا ..من أعطاكم الحق لكي تسرقوننا بالتناوب لكي نعيش متشردين في وطننا أو مهاجرين في أوطان الغير
من أنتم ..
سوى أشباه وطنيين من سلالة الفساد والإفساد تتجولون اليوم لكي تخبروننا بالإصلاح الذي إذا رجعنا قليلا إلى الوراء وجدناكم سببا فيه
الله غالب