ماذا لو…!!
الوطن 24/ بقلم: المستشار أحمد علي السكران*
جملة بسيطة استفهامية تتكون من كلمتين لكنها تحمل بين طياتها الكثير والكثير من المعاني، وتجعلنا نتفكر في كثير من أمور حياتنا، فماذا لو التزم الشعب المصري بتعليمات المرور؟ وماذا لو قمنا بإلقاء القمامة في الأماكن المخصصة لها فقط ولم نلقها في الطرقات؟ وماذا لو تم منع موظفي الدولة من استخدام هواتفهم المحمولة أثناء ممارسة أعمالهم؟ وماذا لو….
الكثير والكثير من السلبيات التي يعيش فيها الشعب المصري التي لو تم القضاء عليها لأصبحت مصر دولة عظمي لا تقل عن دول الغرب المتحضرة، فالكثير من الناس يظنون أننا عندما نقول أن دولة كذا هي دولة متقدمة أننا نقصد تقدمهم في التكنولوجيا وغيرها من علوم العصر ولكنهم مخطئون لأن كون الدولة متقدمة هو يشترط أن يكون أهلها أناساً متحضرين فما فائدة أن تعتمد الدولة في إدارة شئونها علي الحاسب الألي وأن يكون أهل تلك الدولة جاهلين باستخدامه؟
– سلبيات كثيرة لو تم القضاء عليها لتغير حالنا جميعا فماذا لو أتبع المصريين تعليمات المرور؟
كثيرا ما نسمع بوقوع حوادث على الطرق يتخلف عنها الكثير من القتلى والمصابين وفي الغالب نقوم بتوجيه أصابع الاتهام إلى الحكومة والمسئولين دون أن نلوم أنفسنا على عدم اتباعنا تعليمات وإرشادات المرور التي يكون الهدف منها حمايتنا في الحقيقة
أنا لا أدافع عن الحكومة أو عن المسئولين في هذا الشأن ولا أعفيهم من المسئولية فقد يكون لهم دوراً في ارتكاب مثل تلك الحوادث وذلك لعدم اصدارهم التعليمات للمسئولين بعمل الصيانة الدورية للطرق وغيرها من التدابير الاحترازية وكذلك عدم قيامهم في كثير من الأحيان من متابعة تطبيق قوانين المرور على قادة المركبات وفي الغالب يكون ذلك في المراكز والمدن الصغيرة وليس في المحافظات لأنه دائما تكون المراكز الصغيرة مهمشة ولا تحظي بالرعاية التي تحظي بها عواصم المحافظات.
فئة كثيرة من الشعب المصري تطبق نظرية “الفهلوة” أثناء القيادة فنجد على سبيل المثال شارعاً به تكدس مروري ويكون ذلك نتيجة قيام أحد الاشخاص بالسير عكس الاتجاه معتقدا أنه بالسير عكس الاتجاه يقوم باختصار الطرق المؤدية الي عمله؟
ونجد آخر يقود سيارة أجرة ويقوم بالوقوف في وسط الطريق من أجل أن يصعد أو ينزل أحد الركاب من سيارته
ونجد الكثير والكثير من الأطفال دون العاشرة من عمرهم يقودون دراجات بخارية بالإضافة إلى سيرهم بسرعات جنونية في الطرقات وبين المارة
أليست تلك السلبيات كفيلة بوقوع العديد من الكوارث يكون نتيجتها العشرات من الضحايا؟
فلو قامت الأجهزة المعنية بتطبيق غرامات المرور بشكل صحيح وعادل فلن نجد مخالفات مرورية نهائيا
بمعني أن يطبق قانون المرور على الكافة دون استثناء لأحد بسبب منصبه أو عمله أو شخصه الخ……….
ففي دولة الإمارات قامت الشرطة في مدينة دبي بتغريم أحد الأمراء ووضع كلبش على سيارته بسبب وقوفه بسيارته بشكل عشوائي ولم تستثنه من دفع الغرامة لكونه من الاسرة المالكة
وفي النهاية أناشد المواطنين حفاظا على أرواحهم وسلامتهم أن يلتزموا بتعليمات المرور وأن يكونوا هم رقباء على أنفسهم كما أناشد المسئولين من رجال الادارة العامة للمرور بتطبيق القانون والغرامات على المخالفين بشكل صارم دون تهاون ودون تفرقة ليكونوا عبرة لغيرهم.
*محام بالاستئناف العال ومجلس الدولة (مصر)