مراجعات لدور الحركات الإسلامية الأسود في ربيع الدم العربي ؟؟
الوطن24/الكاتب سليمان الهواري
من منا لا يتذكر أسماء فقهاء الدم في فتاوي الناتو وربيع العرب الاسود؟.. الشيخ العريفي،، الريسوني،، القرضاوي،، الغنوشي..
من منا لم يهتز لاناشيد الجهاد و اصوات الفتح في ميادين ارحل،، ارحل،، من تونس للتحرير بمصر لصنعاء لبنغازي وطرابلس الى دمشق،، ارحل،، كتائب مجاهدي قناة الجزيرة ودوحة قطر عاصمة الخلافة الاسلامية المتجددة على وقع جيش الملائكة المسدد بقاذفات بـ 52 الأمريكية التي تضرب بغداد والميراج الفرنسي التي تدمر قصر القذافي بليبيا وتوماهوك الامريكي الذي يحاصر كل العواصم العربية المشتعلة تحت نار فتاوي الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين،، وما ادراك ما اتحاد القرضاوي،، مجدد القرن وفقيه الربيع الصهيوني الذي أصبح بقدرة القادر القطري وموزته يمتلك قلما احمر اشد قداسة من وحي جبرائيل عليه السلام،، فكلمته في ساحات الجحيم العربي النكد اشد وقعا من كل حديث قدسي،، و لا صوت يعلو صوت قناة الجزيرة الناطقة من قلب امارة التخلف والعار القطرية باسم الثورة والثوار والحرية والديموقراطية وربيع الاسلام الدموي،،
سبحان النفط ..
حين يمتلك رؤية واضحة وخطة جاهزة و جمهور متحمس ومستعد للتنفيذ،، ومن اجذر من امريكا واسرائل لامتلاك هذه الرؤية في سياق حربها الاستراتيجية في العالم لتأبيد سيطرتها على كل منابع الثروات،، فليكن الشرق ميدان المحرقة و لتكن الثورة عنوانا يدغدغ مشاعر الفقراء والحالمين ولتكن العقيدة والدين اداة تحريك الجموع الناعقة وراء الفقهاء كما دأبهم في التاريخ،،
وكان ربيع العرب المشؤوم او قل هو جحيم العرب والكارثة،، والقياس بالمآلات وليس بالشعارات،، ربيع القرضاوي دمر ليبيا ونقلها إلى مرحلة اللادولة وهو وضع افضع من الدولة الفاشلة حين سلمها إلى ثوار بيرنار ليفي الصهيوني و قطعان الارهاب الدولي وعناوينه من قاعدة و دواعش وكل المتخرجين من جامعة غوانتنامو المتخصصة في تخريج دفعات القيادات الارهابية الدولية و لا اوضح من المجرم الارهابي عبد الحكيم بالحاج صاحب اسامة بن لادن ومعتقل غوانتنامو الحاكم الفعلي لطرابلس وكل مشروع داعش في ليبيا اضافة لصديقه حاراثي المسؤول السياسي في ليبيا الآن وهو من اسس ميدانيا حركة الشام الارهابية في سوريا وهو يتحرك بين ليبيا وتركيا وبؤر الارهاب كما في غرف بيته،، ألسنا مسلمين ونصدق الحديث الذي فحواه أن على القرضاوي ومن كان معه وزر فتاويه ووزر من عمل بها و وزر ما تعيشه ليبيا لحد الساعة من اقتتال وتحارب وشتات وفقدان سيادة وفقدان ثروة ألا لعنة الله على كل من ساهم بقرط كلمة في دمار هذي الأوطان ..
سبحان امريكا ،،
من اوغل في تخريب العراق وتمزيقه المذهبي سوى غرف الشحن المذهبي و فيالق القرضاوي حتى اصبحت داعش تقتل وتقطع الرؤوس امام العالم باسم المذهب ودفاعا عن السنة المضطهدين والمضلومين في العالم،، انها فتاوي القرضاوي وزبانيته فقهاء الموت،، من عبأ و جهز وسهل ومول وواكب واطر وساند وشجع وسهر على نقل كل ارهابيي العالم الى بلاد الشام لتدمير وطن اسمه سوريا،، سوريا القوة العربية الوحيدة التي ساندت بالسلاح فلسطين و آوت مقاومتها في زمن الكسوف العربي،، سوريا تحولت بفضل فتاوي القرضاوي وحقده الطائفي إلى مملكة الالف دولة وطائفة ومذهب وكل يقتل على هويته،،
من مول التفجيرات في كل لبنان وفي قلب الضاحية اليست كتائب الارهاب القطرية التي تجمع كل الوان الطيف الارهابي الاسلامي من فيالق التنظيم الدولي للاخوان الى كتائب عبد الله عزام إلى جبهة النصرة إلى تلاميذ ورسل ايمن الظواهري إلى وزراء وخلفاء ابي بكر البغدادي،،
من يقتل في اليمن ويقصف شماله وجنوبه اليست طائرات السعودية.. هل هي تقصف غزة المحاصرة وتدعم شباب الانتفاضة الثالثة في الضفة المستباحة وجنين الصامدة ام هي فقط تخرب اليمن و تدعم تنظيمات القاعدة و حزب الاصلاح الاخواني فيه،،،
لن نتحدث عن تجربة إخوان مصر المأساوية لأنها بكل المقاييس كارثة في تدبير شؤون الثورة وكارثة في تدبير شؤون الحكم لشعب عريق متمدن متحضر لن يقوده أحد بالشعارات الغبية التي سرعان ما بارت وتم الالتفاف عليها ليجذ الاخوان انفسهم تتقطع أوصالهم و يموتون تباعا داخل السجون كما في زمن عبد الناصر لأنه يتقنون فقط صناعة النهايات البئيسة والفواجع ولم يتمكنوا أبدا من دخول الزمن و آليات تدبير الزمن الحاضر وخطب الرئيس محمد مرسي رحمه الله ومقرراته كانت غبية وكارثية فعلا.. والنهايات بنت البدايات طبعا ..
انها كلمة السر،، القرضاوي وأشباه القرضاوي وخلفاؤه ..
وعندما نعالج نتائج هذا الربيع بالملموس ونحاول ان ننظر اليها من خارجها بمنظار التاريخ نسجل دون تردد انها فتنة كبيرة اصابت جسد الامة واوطان العرب بما لم تصبه في التاريخ بما هو اكثر من الأرض والجغرافيا وانما الجرح الأكبر في النفسيات وأكبر منه في الدين ذاته،،
سنجد يوما ان اكبر جريمة ارتكبها دعاة هذا الربيع العربي المشؤوم انهم حاربوا الله جهرة في الارض و هم يرفعون لواء الدفاع عن مملكة الله،، وهو سؤال للتاريخ ؟؟؟
ورأس الرمح في هذه الفجيعة العربية كان ما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي بعتبر بحق اداة فقهية للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين و ما تداخل معه من تفريعات لتنظيمات القاعدة و داعش بكل الوانها،،
فما الذي يجمع الشيخ العريفي ابن المدرسة الوهابية لآل سعود مع القرضاوي الفقيه الاخواني وكل تاريخ حسن البنا وفقيه المقاصد الريسوني عنوان فقهاء الموضة الشاطبية وزعيم النهضة التونسية راشد الغنوشي الذي كان في لحظة الاتجاه الاسلامي عنوانا للتفتح واليسار الاسلامي.. ما الذي سيجمع هؤلاء المشتتين نظريا في صحن واحد ليتم عجنهم داخل طاحونة قطر ويتم اخراجهم بهذا الشكل الموحد الانيق والمنظم لادارة ميادين ربيع الفتنة العربي ؟؟
انه مشروع تشتيت الوطن العربي وتمزيقه وتفتيت المفتت فيه،، و قد نجح اوكاد ينجح،، انها مفاصل الوطن العربي تئن كلها والدم ينزف في كل الاركان،، لاشك ان صاحب النظرية و كل الضخ والاعداد من التسعينات وكل ما وظفوه في حربهم الناعمة قبل حربهم الصلبة الدموية،، لم يكن يتصور ان مشروعه سيكسر بهذه الطريقة في الشرق،، لم يكن يتخيل ان سوريا ستصمد بهذه الطريقة الاسطورية مقابل جيش الارهاب الدولي و مقابل تطويقها بامكانات دول كبيرة بامكاناتها المادية و العسكرية والاستراتيجية من مثل السعودية وتركيا واسرائيل،،، لم يتخيل ان الجبهة المقابلة قد تمتلك امكانات الصمود و خلخلة خططه بل النفاذ الى قلب مشروعه والانتقال الى تهديده ،، لم يتخيل ان حزب الله سيصبح الرقم الأصعب بعد معارك سوريا لينتزع من اسرائيل اتفاقا حدوديا والانطلاق في استكشاف البلوك تسعة النفطي تحت عيون امريكا اضطرارا.. في اتجاه تشكيل محور مناقض لتحالف الامريكان من ضاحية بيروت لسوريا والعراق وايران و بوتين روسيا الغارق فيما يسميه عملياته الخاصة في اوكرانية التي تعبر حقيقة عن حرب مباشرة مع الناتو ومشاريع الناتو العالمية..
انها الصورة عندما تقترب من الاكتمال او هي الرواية عندما تشتد صناعة حبكتها في قمة عقدتها،، قبل أن تنتقل الى التفاعلات الجديدة لتوسيع منظمة البريكس بما هي تعبير عن الرغبة في عالم متعدد الاقطاب منفلت من سطوة الدجولار الامريكي و أساطيله العسكرية التي تتحكم في مفاصيل العالم ؟؟
الربيع الامريكي في الشرق العربي يتساقط و يتهالك،، ليس لكي ترمي امريكا سلاحها و هي تسلم بالقوى الجديدة في المنطقة،، و ليس لتكتفي بالتنديد فقط بالتواجد الروسي في سوريا،، وانما طبيعة امريكا ان تجدد ادواتها و تلتجأ الى خطط بديلة كدولة كبرى لا تستنزف بسهولة،، امريكا الآن تعيد تجميع الارهابين في المنطقة تحت شعارات اسلامية جديدة تذكرنا بالغزو السوفياتي لافغانستان،، و هي تحتاج في هذا لنفس فريقها الدعوي الاسلامي المخابراتي وهياكله السعودية والقطرية،،
ومن هنا يأتي إعادة توزيع تواجدها العسكري في المنطقة بتحريك بوارجها الاستراتيجية في اتجاه مضيق عهرمز وعلى متنه أكثر من ثلاثة ألف جندي من الماريتنز مع تحشيد جديد لشظايا تنظيم القاعدة في أدلب السورية و منكقة دير الزور بما يحمي نفوذها على أبار النفط السوري التي تسيطر عليها .. من حرك منطقة السويداء السورية في هذا التوقيت بالذات .. تتحيل أمريكا أو هي تحاول فصل العراق عن سوريا و تقطيع اوصال الحدود في منطقة البوكمال لكنه يقينا رهان خاسر باعتبار تجدر الحشد الشعبي العؤراقي في المنطقة و تحسب كل عناصر محور المقاومة لهذا الموضوع الذي قال عنه السيد نصر الله في خطابه الاخير أنها ستكون الحرب المباشرة الحقيقية مع الامريكان لو تجرؤوا وفعلوها في الميدان ؟؟
أما عن حضور ودور الحركة الاسلامية المغربية في ربيع العرب الأسود فيمكن إجمال القول أنها في مجملها كانت ولاتزال مجرد حركة منفعلة و متفاعلة مع الأحداث المشرقية دون النضج لخلق أي فعل سياسي محلي كما كانت شعارات الحركة الاسلامية أنذاك.. حركة اسلامية نزقية قسم منها استغل الظرف السياسي ليصل لرئاسة الحكومة المغربية عبر ولايات متكررة ابتدأت مع عبد الاله بن كيران وانتهت بشخص ضعيف تائه اسمه العثماني ليصدر الحكم في تجربتهم من خلال صناديق الاقتراع وانزياحهم الشامل من كل المؤسسات برلمانا و مجالس وجهويات و نقابات في مآل كاريكاتوري يشبه الصفع على القفا.. أما باقي طيف الحركة الاسلامية فهم استوعبوا أنفسهم داخل خطاب قد يكون جميلا يدغدغ العواطف لكنه خطاب سراب يقترب من كونه خطابا افتراضيا لا علاقة له بواقع الناس و معيشهم اليومي عندما تصبح غالبية رموز الحركات الاسلامية مجرد مغردين وموطوطين على الفيسبوك والتويتر ويتكتكون في تكتوكاتهم كما روتيني اليومي بلا فائدة حقيقية ولا أثر نافع و ملموس في حياة الناس وموائدهم ومحفظات أبنائهم وبرامج تربيتهم وصحتهم.. حركات اسلامية تتحول تدريجيا الى مجرد جمعيات ثقافية وحلقية بعد انقشاع زمن الكلام الكبير و شعارات القومة والثورة والتغيير وهلم أحلاما كانت مشروعة قبل أن تتحول الى مجرد هلوسات ..
هل تتذكرون حضور العريفي إلى المغرب ومشاركته في ندوة حركة التوحيد والاصلاح تحت عنوان القرآن وتنمية الانسان،، اي قرآن يعرفه هذا العريفي وكل ما يعرفه هو لغة الدم والقتل والموت،، واي انسان يعرفه العريفي وهو ابن النظام السعودي الذي يعيش خارج الزمن وخارج كل مفاهيم الانسان لا بمعناها الاسلامي ولا بمعناها العالمي و مواثيقه الدولية،،
فهل تمتلك الحركة الاسلامية القدرة و الجرأة للقيام بنقد ذاتي تاريخي عن مسؤليتها المباشرة في مآلات الربيع العربي الاسود ومدى ما خلف من دمار على بنيات الدول والشعوب.. هل لا زالت الحركات الاسلامية تمتلك مبررات وجودها من الأصل؟ وما مدى واقعية ومصداقية كل الشعارات التي رفعتها من البداية؟ هل فعلا الاسلام هو الحل؟؟ وعن أي إسلام يتحدثون؟؟
أين الأطر والكوادر المفكرة والمخططة والأكاديمية التي أنتجتها كل هذه الحركات بعيدا عن لغة المواعظ والإرشاد؟؟ أم إنه الأفول وعلامات النهاية.. نهاية الحركة الاسلامية مادام الاسلام باق وسيبقى مادامت الارض والسماء والحياة؟؟