تقديرات الريسوني ليست ذات طبيعة شرعية وإنما هي ذات طبيعة سياسية محضة.
الوطن24/ بقلم : مصطفى بوكرين

من مظاهر الدهاء السياسي للإسلاميين أن يخرج أحمد الريسوني ، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، والذي سبق له أن أفتى بأن زيارة القدس تحت الإحتلال حرام ، أن يخرج على الناس في سنتهم هذه بفتوى مناقضة تجعل هذه الزيارة جائزة بل محببة ” لنصرة ” الفلسطينيين .
وبينما اعتبر الكثيرون أن الريسوني قد أخطأ التقدير والفتوى ،أعتقد بأن الأمر يتعلق بدهاء سياسي كبير من طرفه يستحق الاحترام والإعجاب ، ذلك أن تقديرات الريسوني ليست ذات طبيعة شرعية كما يظن الجميع وإنما هي ذات طبيعة سياسية محضة ، تأتي في سياق سعي الإسلاميين في المغرب لإرسال إشارات طمأنة دقيقة وواضحة لمن يهمهم الأمر من قوى مؤثرة في الشأن الدولي وذات تأثير معتبر على الشأن السياسي الوطني من أمريكيين وأوروبيين وحتى إسرائيليين ، إشارات مفادها الاستعداد للمشي في خط السياسة الدولية كما رسمه ترامب وغيره وهدفها الإعداد للإنقضاض مرة أخرى بدعم متعدد المصادر ، على انتخابات 2021 ، هذا في الوقت الذي تسبح التيارات السياسية الأخرى في أوهام المقاومة والممانعة ، بل حتى ياسر الزعاترة اعتبر ” بأن الأمر ناتج عن “محدودية صلة الريسوني بالسياسة وتعقيداتها . لقد انطلت الحيلة على الجميع في نظري ، أليس هذا ذكاء سياسي يستحق الاحترام ؟