ملاحظات عن القراءة بصفة عامة والرواية بصفة خاصة.

الوطن 24/ بقلم: أحمد العاني

إنتباه : هذه ليست دعوة للتوقف عن القراءة . لايشك عاقل أن القراءة شيء لايستغنى عنه …

لن أطيل في هذا فالجميع يعرفه. لكن الموضوع الذي يلفت الأنظار أحيانا هو أن بعض الناس لربما جعلوا الكتاب ومافيه. (الرواية بصفة خاصة) إلى مايشبه النظارات المقدسة. يلتمس الإنسان في البداية نصوصا تبهره ثم يبتعد تدريجيا عن الواقع ليصبح الكتاب والرواية هي العالم . وهذا خطير. فلا يجب للكتب أن تكون أكثر مما هي عليه .

هي فقط مداخل لفهم بعض الأشياء عن هذا العالم… يجب أن نكسر هذه الوسائط ونعود إلى الإنغماس المباشر في العالم الحقيقي بعيدا عن الخيال والأوهام….

يتخيل الإنسان أن الرواية ليس فيها سلطة للكاتب المرسل. لكن هناك كثير من الأمور المهمة تغيب عن الناس وهي أن هذه الأفكار التي تقرأها مع الزمن لابد أن تؤثر في نفسك شئت أم أبيت. إذا قرأت مثلا لزمن طويل عن نصوص جنسية فاحشة تأكد بعد ذلك أن الأمر سيهون عليك ويصبح غير مستنكر في المقروء وأيضا في الحياة الواقعية .

( من كان يظن قبل ثورة التلفاز والقنوات والمسلسلات المدبلجة أن بنات البوادي وشبابها سيحاكون الأتراك في الحب والخيانة والفجور والفيديوهات….!؟)

وأيضا مافيها من ابطال قد يصير بديلا عن الشخصيات المسلمة كقدوة. فهي بإختصار تعطيك عالما بديلا عن الذي كنت ترى فيه قدوة. وهذا يؤدي إلى الإقتداء اللاشعوري أحيانا بأبطال تلك الروايات. إضافة إلى أنها تصنع شخصا بلا إلتزامات وهذا من أخطر مافيها. بمعنى أنها تؤسس لسلوك دون إلتزام معين تجعل صاحبه يعيش في عالم من الخيال والمحاكاة خاصة عند الصغار والمراهقين ممن يذوبون فيها أكثر من غيرهم .

والله أعلم