من نحاسب بعد أن ضاع حلم المغاربة وضاعت أموال الشعب؟؟..

الوطن 24/ مدريد: عبد الهادي العسلة

عبد الهادي العسلة

سقط المنتخب المغربي في دور ثمن نهائي كأس أفريقيا للأمم على يد فريق صغير ومتواضع اسمه البنين، وكان الفريق المغربي أحد المنتخبات المرشحة للظفر بلقب دورة مصر2019؛ وكان الجمهور المغربي يمني النفس بإنتصار عريض على هذا  الفريق الذي  تخطى الدورالأول ثالثا في مجموعته. وكبر الفرح وعظم الامل بعدما جنبت القرعة منتخب المغرب من مواجهة فرق كبيرة كالسينغال والجزائر ونيجيريا ومصر… وهكذا صار الفرح حلما ليس بعيد التحقيق عند المغاربة الذين اعتقدوا أن منتخبهم سيذهب بعيدا ويكون له شأن كبير.. وشاءت الأقدارأن يكون الفريق الصغير والمتواضع هو من سينتصرعلينا ويقص شريط حلمنا في مقابلة ظهر فيها المنتخب المغربي فريقا مختلا يعدو خلف الكرة ويمتلكها دون أن يعرف ما يصنع بها .. ظهر لاعبونا، وهم الذين يلعبون في فرق ودوريات ممتازة ، وكأنهم لا يعرفون معنى الإحتراف!! نفس اللاعبين الذين ابهرنا بعضهم بتسديداتهم المحكمة وأهدافهم المدهشة في ملاعب أوروبا خانتهم أرجلهم وعقولهم وكأنهم استبدلوها بأخرى وسبحان مبدل الأحوال!!

إذن، سقط المنتخب المغربي سقوطا مخجلا وسقطت معه أحلام شعب بأكمله أحب كرة القدم حد الجنون. كان الثعلب الماكر رونار يتحدى المعجبين والأنصار وعامة الجمهور المغربي بتشكيلة هي أقرب إلى لوبي كروي مغلق سد الباب في وجه أسماء تنشط في أندية مغربية كالوداد والرجاء البيضاويين ونهضة بركان وحسنية أكادير .. وهي فرق تألقت إفريقيا وراكم لاعبوها تجربة مهمة مع الأفارقة.. وهكذا حرم لاعبين لهم قتالية كبرى من حمل قميص المنتخب، وراهن على لاعبين يخافون على أرجولهم وقاماتهم أكثر من حرصهم على قامة الوطن.. وكان الثعلب رونار يقول في جميع حواراته واحاديثه الصحفية إنه المسؤول الأول والأخير عن المنتخب .. فاختارلنا تشكيلة نصف لاعبيها من المحترفين المعطلين وبعضهم على مشارف الإستعداد لمغادرة الكرة والإعتزال  .

   والحقيقة أن بوادرالصدمة الكبرى لاحت منذ المقابلة الأولى التي لم يظهر فيها منتخبنا بوجه مشرف، فقد فزنا بإنتصاربدا وكأنه مسروق أو من صنع الاقدار. وحتى في مقابلتي الكوت ديفوار وجنوب إفريقيا التي أوهمتنا بنضج منتخبنا أضعنا عشرات الفرص وزرنا شباك الخصوم في الدقائق الأخيرة. لقد اختلطت علينا الحقائق بالأهام حتى جاءت مقابلة البنين لتعري شجرة التوت وتكشف  المستورمن عيوب منتخبنا. لقد أظهرت بما لا يدع مجالا للشك أن المجموعة تعاني خللا في الخطة والتخطيط ونقصا فادحا في استثمارالفرص والتركيزالعقلي واستثمار الجهد البدني. والغريب أن حتى بعض الأسماء التي راهنا عليها، بعدما أبهرتنا بلعبها وبراعتها أوروبيا وتتهافت على خدماتها فرق عالمية، كزياش.. ظهرت في شكل ممسوخ وكأنها ليست هي التي كنا نعرفها.  لم نجد الثعلب الحقيقي الذي يقرأ مجريات المباراة ويتخذ القرارات الشجاعة والمناسبة لتجنيبنا الكارثة .. بل ظهر الثعلب كحمل وديع ينتظر أن يجود القدر مثلما جاد في مباراتنا الأولى.

  ضاع الحلم وضاعت معه آمال المغاربة، ليعم صمت مميت بالشارع المغربي.. الصدمة كانت كبرى والمفاجأة كالصاعقة. فكم نحتاج من الوقت لترميم جراح الجمهور المغربي؟! ومتى يفتح باب الحساب والمحاسبة خاصة وأن هيرفي رونار قال بالصوت والصورة : أنا المسؤول.. والواقع أن تصريحه الآن عديم الجدوى بعدما أغدق عليه لقجع وجامعة الكرة أموالا وأموالا وبذرت الملايين يمينا ويسارا .. يحق لنا أن نطرح مع كل المغاربة السؤال الأساس: هل ستتم محاسبة رونارومن سارخلفه ؟  أم أنه سيرحل بعد أن تلقى عرضا مغريا من إحدى الأندية الإماراتية قبل إنطلاق الكان، وكان النقاش والمفاوضات في تكتم وخفاء وهي بعض من عادات الثعلب؟.

   وما دام الشيء بالشيء يذكر، نود الإشارة أيضا إلى أن الإعلام المغربي سبب من أسباب النكسة والإقصاء؛ فكثرة النفخ والتطبيل الزائد وعدم نقل الحقائق من قبل صحفيين مرتزقة رافقوا المنتخب المغربي ولم يجرؤوا على توجيه الأسئلة الوجيهة للناخب المغربي واستفزازه عن طريق التنبيه النزيه للنواقص والعيوب. فإرضاء لرئيس الجامعة والمتحكمين كان يتم الصمت وتجنب ذكر الحقائق وتنوير الرأي العام وتحميل المسؤولية للمدرب ومن يدور في فلكه.

والخلاصة أنه من حقنا أن نعرف كيفية المحاسبة مدربا وأطرا ومنتخبا وقد صرفت عليهم أموال باهظة من أموال الشعب والتي كان من المفروض أن تصرف في أمورأكثرأهمية في بلد يعاني جملة من المشاكل والصعوبات … ولنا عودة باذن الله.