مِنْ على الكرسي … المشهد الخامس

الوطن 24/ بقلم: ذ. ادريس بن شامة Minalakorssi@gmail.com
هذا الْيَوْمَ مثل سائر الأيام، بدا الهدوء على المارة ورواد المكان، لا شيء يثير الانتباه، وبينما أنا منهمك في المطالعة سمعت صوتا، يقول لي:
– ألم تَر طفلا صغيرا مر من هنا؟ (ويحاول ان يبرر سبب ضياع الطفل) كنت طول الطريق امسكه من يده ولم أدعه يفلت حتى التقيت مع جارتيّٓ.
وبدا عليها الخوف والقلق، لا تدري ما تفعل.
وأردفت: – هو في السنتين ونصف.
طمأنتها واكدت لها انه لم يبتعد من هنا ووقفت ارى ان كان مختبئا وراء الشجيرة الوحيدة التي تحمل بعد الورود. وبالفعل كان يمسك وردة بيده وآت إلى أمه وهو يبتسم مقدما لها كهدية.
أمسكته بعنف وبدأت تضربه مؤنبة إياه على تركها والابتعاد عنها.
في الحقيقة هذا الموقف يتكرر مرارا في أماكن عدة وأوقات متنوعة، ودائما يثير غضبي واشمئزازي، ولكن أقف امام حب وحنان الآباء اتجاه ابنائهم مهما بلغ تهورهم وغضبهم، لأنهم بلمسة حانية تنمحي جميع الاحقاد من قلوب ابنائهم،
لهذا تجدنا نتصرف مثل هذه المرأة مهما امتلكنا زمام غيظنا.
فسيطروا على غضبكم وتعاملوا مع اطفالكم بحنان وعطف، فما يُغَير باللين أحسن بالعنف.
ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرا ما بأنفسهم.
انتظرونا يوم السبت القادم، في هذا الركن على جريدتنا الالكترونية الوطن24 وكل سبت، لعل الحياة تجود علينا بمشهد أفضل، وبموضوع للدراسة والنقاش أحسن، فلا تنسوا التفاعل معنا. فنحن ننتظر اقتراحاتكم، آراكم، مشاهد ترونها أفضل وافيد.