هاجرالريسوني وحبيبها رفعت .. عمر و فاطمة .. و الحب ..

الوطن24/ بقلم : سليمان الهواري

سليمان الهواري

ما يستفاد من مسلسل إعتقال هاجر الريسوني و حبيبها ثم إطلاق سراحها ..
ما يستفاد من …
اعتقال المغربيين عمر و فاطمة ..القياديين في حركة التوحيد و الإصلاح .. و هما يمارسان الجنس في سيارة قبل الفجر على البحر ..
ما يستفاد
من قصص الوزير اليتيم ومغامراته الباريزية وقصص ماء العينين صاحبة الطاحونة الحمراء الباريزية ..

-1- أن الحب هو الدين الحقيقي و كل المقدسات و التشريعات التي تقهر الرغبة و نزعة اللذة و الحب الطبيعيين في الانسان مهما تحصنت داخل نصوص مقدسة للترهيب لا تنفع في الأخير بعيدا عن أي نزعة اتهامية لهذا الشخص أو ذاك و مهما ادعى طهرانيته الظاهرية فجوهر الإنسان ميال بفطرته لمن يحب في علاقة حقيقية تجعل هذه العلاقة عاشق/معشوقة تلغي في التقديس ما سواها .. و هذا هو الأصل الذي يجاهد غلاة المتدينين أن يهربوا من حقيقته و ذلك بالتشدد الظاهري في محاربته مادام في الحقيقة يسكنهم كحقيقة لا ترفع بما يعني الإقرار الباطني بقدسية هذه الرغبة و العلاقة على ما سواها .. وهذا ما يفسر رسالة أحمد الريسوني الفقيه المقاصدي الأخيرة بعد اطلاق سراح هاجر و هي الرسالة المشحونة بالحقد واللاأخلاق والغل حتى لوتغلفت بكل مسوح التدين المبالغ فيه حد القرف ونحن من نعرف من أي مائدة يغرف الفقيه مرقه ونعرف مغامرات سيده القرضاوي في أعراض النساء من كل الأعمار وهو قدوته و النموذج ..

-2-أن هناك مشكل عميق و خطير في المجتمع فيما يخص موضوع الحب و العلاقة الشخصية رجل /امرأة و ما تفجرها في حالات بعض الرموز السياسية و الثقافية في البلد إلا توكيد على وجودها و عدم إمكانية الانفلات من حقيقتها مهما بالغ المجتمع في قهرها و كبتها كما في حالات عصيد و الشوباني و عمر واليتيم و ماء العينين و هاجر الريسوني .. و لكل من هؤلاء الاهه و مواثيقه الشرعية وعقده بين العرفي و الاه خوفو المراكشي .. و هي حالات يتم تضخيمها في لحظة مجتمعية مضبوطة في توقيتها السياسي والتشريعي و الانتخابي فقط لاعتبارات و مصالح تهم صاحب القرار السياسي في اللحظة المعينة بعيدا عن أي وازع ديني أو أخلاقي حقيقيين .. لطرح السؤال الكبير عن طبيعة نخبتنا العلمانية التي ليست علمانية تماما تماما و نخبتنا المتدينة التي ليست متدينة تماما تماما في مقاربتها لسؤال الأخلاق و القيم و مشروعها المجتمعي الغير واضح تماما تماما في أذهانها .. و لجوئها الدائم إلى اختلاق رموز و تأويلات دينية بغض النظر عن مرجعيتها لشرعنة و تبرير سلوكها بقصد إرضاء الذات المشوشة و غير الصافية في النظرية و العقيدة و التصور الوجودي و أيضا و أساسا لإرضاء المجتمع في بعده الديني تجنبا للتهمة والإقصاء الاجتماعي و السياسي مادام هذا النوع من التهم حتى في مستوى الإشاعة فهو قتل سياسي و اجتماعي حقيقي فكيف و الأمر ليس مجرد إشاعة بل هو الحقيقة .. فهاجر الريسوني فجرت موضوعا أكبر من مجرد ربط علاقة حب خارج مؤسسة الزواج وقبلتها على رقبة حبيبها كما استماتتها في روايتها تشهد على هذا الحب الذي لا يشهد له الا الحب ذاته في غياب أية وثيقة رسمية كما يقر القانون المغربي لينتصر الحب دون اعطاء قيمة لموضوع الاجهاض فلا حق لأحد لاجراء غزوات تفتيش داخل أرحام المغربيات .. كما ليس الحق لأي أحد كيف يفتح المجتمع على مغامرة تشريعية نحوالانفلات فقط فالضابط الأول والأخير هو القانون بما يستجيب لحاجات الناس خاصة و البلد يشهد مئات آلاف حالات الاجهاض كل عام فهل يعالج الظاهرة بالتغاضي فقط و نقضيها بتركها كما يقول الفقهاء أم الأمر يحتاج الى مؤسسات مختصة تمثل المجتمع كل المجتمع بكل فئاته و كل حساسياته الفكرية والسياسية والثقافية ..

ليبقى السؤال الكبير هل نمتلك فعلا نخبة ثقافية من الجرأة التاريخية لتفجير هذه الطابوهات و المكبوتات في وجه الدولة و المجتمع لعلهما يداويان عاهاتهما النفسية و هذه التشوهات الإنسانية التي تحارب النزعات الإنسانية الفطرية عوض أن تحارب معضلات المجتمع الحقيقية في محاولة لتوريط العوام و نخبهم الإعلامية و السياسية المزيفة في نقاشات وهمية غير ذات جدوى بدل الانكباب على مشاكل الناس و البلد ..

أن الحريات الفردية ستبقى عنوانا ملحا من الضروري الإجابة عليه على اعتبار قدسيته و الا مجال كي يتدخل أحد في حريات الناس الفردية بما يعني ضرورة الانتقال لمرحلة التأسيس القانوني لها بعيدا عن هذا السيف الذي ترفعه السلطات متى شاءت حسب خلفيات المرحلة خاصة و أن كل المغاربة يعرفون أن متديني البلد و وزرائهم علاقتهم بما يدعون من أخلاق ليس تمام تمام و هم في ممارستهم للحكم و المسؤولية أكثر إجراما ممن سبقهم و لا يردعهم أي شيء عن اقتراف كل الموبقات السياسية في حق الشعب لا الله منعهم و لا خوف الآخرة. . و ليس من يتولون حكم البلد عبر الحكومات المتعاقبة أكتر من ستين سنة من سيحدثوننا عن الفضيلة و الأخلاق و السياحة الجنسية تضرب أطنابها في كبريات مددنا الجميلة ..

وبكلمة نقول ليس الموضوع عمر و فاطمة وهاجر و حبيب هاجر وعصيد ومجنونته بل القصة اسمها الحريات في أفق مغرب ال 2020 ..