هل الله في حاجة إلى شركاء أو إلى متعاونين؟؟؟
الوطن 24/ الدكتور محمد وراضي
سيرد أي مسلم في العالم على هذا التساؤل بالنفي. ومتى افترضنا أننا قمنا بتوجيهه إلى كل من قابلناه على مدى يوم في بلادنا، ما وجدنا من يتجرأ على الإجابة بالإثبات، حيث يدعي أنه قد استعان بغيره. وهذا الغير الذي استعان به، أهو إلى الملائكة، أوإلى البشر، أوإلى الجن ينتمي؟ أم هو موجود أزلي مشارك لله في القدم؟
ومتى ادعى أحدهم وجود مساعد لله قبل إيجاده للعالم، أدركنا فورا بأن الخالق المفتقر إلى شريك له في الخلق والإبداع، لا يستحق أن يدعى إلها بالفعل. وفي الوقت ذاته، أدركنا كمسلمين بأن سورة “الإخلاص” مجرد كلام عبثي، غير صادر عن إله واحد كامل في صفاته الذاتية والقولية والفعلية؟ هذه السورة التي تقول: “قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفؤا أحد”.
إنه حسب هذه السورة بعبارة جامعة مانعة “ليس كمثله شيء”. إذ لو كان لمثله موجود يحتاج إليه لخلق جميع الأكوان، للزم أن يتم بينهما حوار، ريثما يحصل الاتفاق على الكيفية التي تتم بها عملية الإيجاد من العدم، وعامة الصور التي سيتخذها كل موجود مخلوق على حدة. كان هذا الموجود من جنس البشر، أو من جنس الملائكة، أو من جنس الشياطين. وإلا ألغينا من القرآن قوله تعالى: “الحمد لله رب العالمين. الرحمان الرحيم. ملك يوم الدين”.إذ الألوهية تقتضي الربوبية. فيلزم عندئذ أن يكون مساعد الله بدوره يحمل نفس صفات الرب الواردة في القرآن، يعني أن يرجع إليه كل شيء لأنه ربه، أي مالكه وسيده؟؟؟
ومتى قررنا هذا المنطق السوفسطائي الأهوج، كان علينا أن نسقظ من حسابنا قوله تعالى: “لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا”، بحيث نكون هكذا مقرين بالشرك؟ والحال أننا نبدو – كما ندعي – في غاية الوعي، نتمتع في الظاهر بكامل قوانا العقلية. بل وفينا علماء بارزون، تفخر دولتنا بالاعتماد على فريقين منهم ممثلين في المجلسين: المجلس العلمي الأعلى، والمجالس العلمية الجهوية، لغاية الترويج لما يعرف ب”الإسلام المغربي” الذي تشرف الحكومات المتعاقبة عليه حتى الآن؟؟؟
وإن نحن تجرأنا وقلنا بصريح العبارة: إن العلماء المنتمين إلى المجلسين العلميين المذكورين، قبلوا، إما عن جهل وإما عن علم، وجود مساعد لله قصد إيجاد السماوات والأرض وما بينهما ومن فيهما وما فيهما.
والتجربة أثبت لي هذه الأطروحة. فقد كنت ذات صباح في زيارة إلى أحد رؤساء المجلس العلمي، ومعه عضو من أعضاء ذلك المجلس، فشرعت في تناول موضوع غريب عن الإسلام الحق، دخيل عليه، فحاول الطرفان حملي على تجاوز الخوض فيه، فاستنتجت كيف أنهما يتظاهران بالاعتراض، لأن الرئيس يتجنب إبداء أي ميل إلى أفكاري، ومثله العضو الذي وجدته أمام مكتبه. ولما كنت منفردا بالعضو المذكور وانفرد بي، أخبرني برغبته في مزيد شرح للموضوع الذي طرحته.
وحتى نخرج من الإيماء إلى التصريح، نؤكد بأن حملة القرآن عبر التراب الوطني، يقرأون بردة المديح للبوصيري على هيأة الإجتماع، والبوصيري شاذلي ضلالي متعصب لقناعات أبي الحسن الشاذلي تلميذ صوفي مخربق آخر هو: عبد السلام بن مشيش؟؟؟
يتعلق الأمر إذن بالبوصيري الذي تجاوز في بردته مدح رسول الله إلى حد اعتباره يتجاوز بشريته بالرغم من كونه تعالى أكدها في غير ما آية نظير قوله سبحانه: “قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد”.
غيرأن البوصيري الشاذلي الطرقي الصوفي الضال، يقول لنا بعظمة لسانه انتصارا لما يسمى “الحقيقة المحمدية” الأزلية التي ليست لها بداية وليست لها نهاية؟؟؟
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من لولاه لم تخرج الدنيا من العدم؟؟؟
فيكون من واجب كل مسلم بخصوص هذا الزعم الضلالي الظلامي من طرقي ضال ومضل، أن يستنكر ما سمعه، وأن يقتنع تمام الاقتناع، بأن علماء الدين الذين يساهمون في قراءة بردة البوصيري دون أن يدركوا مختلف مضامينها مذنبون!!! لأنهم سكتوا عن الترويج للضلال المبين في ظل إمارة المؤمنين الذي قال بالحرف: “أنا لا أحلل حراما، ولا أحرم حلالا”!!! والادعاء بأن الله تعالى لم يخرج الدنيا من العدم إلا بعون من رسول الله محمد بن عبد الله، الذي هو مخلوق من مخلوقاته! مع أن هذا الادعاء كما هو بين كفر بعينه؟ وإلا فما هو الكفر إن لم يكن تصريحا بأن الله تعالى مفتقر إلى من يساعده في الخلق والإبداع والإيجاد؟؟؟؟