وقفة الريف في أوروبا و حرق العلم المغربي
الوطن 24/ بقلم: نورالدين لشهب
حرق العلم الوطني مدان بكل ما تحمل لغة الإدانة من قيم ومعان جامعة شاملة… ولكن التعبير عن فعل الإدانة غير كاف من قبل المثقف الحر والإعلامي المسؤول.
المثقف الحر والإعلامي المسؤول عليهما التحلي بفضيلة طرح الأسئلة الحارقة التي دفعت زمرة من الأشخاص المحسوبين على رقعة جغرافية من الوطن غالية وعزيزة بالنسبة للجميع، إلى مثل هذا التصرف الخطير، نعم هو خطيير جدا..جدا.
هنا عينة من الأسئلة عنت لي في هذه اللحظة. وعليه:
هل الإساءة للعلم تخدم قضية المعتقلين بالريف؟ وهل تدفع في اتجاه انفراج اجتماعي وحقوقي وسياسي في هذا الملف وطيه للأبد عن طريق مصالحة تخدم الجميع؟
من هؤلاء الذين أحرقوا العلم الوطني؟ بروفايلاتهم أسماءهم وتنشئتهم السياسية والثقافية وخلفيتهم المعرفية؟ كيف يعيشون في بلاد المهجر وكيف يديرون سبل عيشهم؟ ومستوياتهم الثقافية؟
هل يخدمون هؤلاء جهة معينة قد تستفيد من قميص ملف الريف؟ هل يخدمون أجندة محددة إقليمية أو دولية تناصب العداء للمغرب ووحدته الترابية والوطنية؟ ماهي الأسباب التي تدفع الفرد والجماعة إلى الكفر بالوطن ورموزه وتوابثه وشخصيته المتفردة؟
فعل الإساءة للعلم الوطني هو فعل رمزي، والرمز كما نعلم في تحليل الخطاب منفتح على طاقة تأويلية هائلة وقراءة غير متناهية، وهنا تحديدا حد الفعل وتعريفه، والذي هو بالمناسبة شاذ يبعث على التطرف، ومن قام به هو شخص شاذ ومتطرف.
نحن هنا أمام شخصية متطرفة تتوسل العنف الرمزي في طريقة تعبيرها تجاه الوطن ووحدته الوطنية والترابية.
فهل يستضمر هذا العنف الرمزي عنفا مباشرا تغذيه جهة معينة تجعله يتطور لا قدر الله إلى المطالبة الصريحة بالانفصال كما وقع قبل نصف قرن تقريبا في الصحراء المغربية، ولا سيما في ظل الفوضى العارمة التي يرتكبها الانفصاليون الكتالانيون هذه الأيام؟
تعالوا بنا جميعا تعانق مرٱتنا بحرارة… وما دون ذلك خرط القتاد.