وكان عرش الحب على الورد.

الوطن24/ بقلم: الشاعرة المغرببة الأندلسية نادية بوشلوش عمران

تخيل

أن الحب

 كان عرشه على الورد

وأن السماء

ذات صبح أمطرت وردا

وأن الورد

ينبت الحب مملكة

 مملكة تقتل الجبروت

وتقول للمحبين سلاما سلاما

تخيل

أن غزل الورد يلين كافة القلوب

تجعلنا نبتسم

نطير نغني نرقص

نفرح، نرجع للطفولة

تخيل أن ذاك اليوم ما

قد آتى محملا بالورد

وأن الحلم قد أصبح حقيقة

تخيل

أن السماء ذات ألوان

أحمر، بنفسجي، زهري

وردي، أبيض عسلي

أزرق فضي أصفر يسر الناظرين

تخيل

لكم ستكون الأمطار رائعة

صدقني ستثلج وردا

 وسيخرج الصبايا للفرح

للرقص وللحب

كذكريات روما

وأمجاد أثينا

وأفراح قرطبة

وليالي الأنس في بغداد

وشم النسيم على وادي النيل

وكأفراح قلعة مگونة

وكزغاريد ورود سويسرا

هنا وهنالك

في كل الأمكنة

أقداح من شراب الورد

حلوى من وريقات الورد

ماء مطهر من الورد

يلون الحب

يصبغ الحياة

بلون الفرح

بطعم الجمال

الحب زهري 

أبيض أحمر وردي زهري

الحب إحساس وردي كلي

 يتذفق من شرايين وريقات الورد

تخيل

أن وجنات النساء

إحمرت خجلا وحسنا

 بمطر الورد

وأن شفاه عذارى

 تلونت بلون الورد

تخيل

أنني في ذات جمعت كل الورد

 وطرزته وشاحا كرزيا

جعلته وساما لك

تخيل

أنني بماء الورد

 صنعت لك عطرا ربيعيا

وبعطره

كتبت لك أجمل قصائد حب

تخيل

أن دمي دم شاعرة من الورد

وأن لوحاتي حديقة ورد

أن الورد في لوحاتي صار جيشا

 يغازل مفاتن روحي

تنادي الروح للروح

تسمى للحب وللخلود

تخيل

أن بالورد بنيت لحبنا بيتا

في سابع السماوت

وعلى لجج المياه

 كان الورد سفينتنا

وعلى التراب

 كان مفرشنا

وفي الليل

كان أنيسنا

تخيل أن بمطر الورد

 لم تبقى السبع العجاف

تخيل

يا روح الروح

أننا مخلوقات نورانية من ورد

كلامنا ناعم كالورد

عشقنا ألوانا كالورد

أجسادنا تفوح وردا

تخيل

أن فراقنا مستحيل

وأن لمتنا ديمومة عطر

تخيل

أن السحب هي من ورد

 وأن ماءها من ورد

 وأننا أنا وأنت من ورد

تخيل.

حين يجتمع الحرف باللوحة عمل مشترك بين الشاعرة المغرببة الأندلسية نادية بوشلوش عمران وبين الفنان التشكيلي المغربي محمد رضا جيراوي