الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في المغرب: منصة لتعزيز المهنية والابتكار الإعلامي.

يمثل تنصيب لجنة تحكيم الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في دورتها الثالثة والعشرين، يوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025، خطوة مهمة تعكس حرص المغرب على دعم الصحافة الوطنية وتعزيز مكانتها كمؤسسة ركيزة للتنمية والمواكبة الاجتماعية. وقد ترأس الاجتماع وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، في إشارة إلى الأهمية الرسمية التي توليها الحكومة لهذه المبادرة.

وتتألف اللجنة من نخبة من الإعلاميين والباحثين، برئاسة فاطمة الزهراء الورياغلي، ومن بينهم أسماء بارزة مثل محمد توفيق الناصري، ومحسن بنتاج، وسناء رحيمي، ما يعكس حرص المنظمين على توفير تقييم موضوعي ومتوازن للترشيحات، وضمان اختيار الفائزين وفق معايير عالية من الاحترافية والإبداع.

من أبرز مؤشرات نجاح الجائزة هذا العام، ارتفاع عدد الترشيحات إلى 173 ترشيحاً، أي بزيادة 30 في المائة مقارنة بالسنة الماضية و70 في المائة مقارنة بسنة 2023، وهو ما يوضح تزايد الثقة في مكانة الجائزة لدى الصحافيين ورغبتهم في أن تكون منصة لتكريم مجهوداتهم وتقديم إنجازاتهم إلى الرأي العام.

ويرى الخبراء أن هذه الجائزة تتجاوز مجرد الاحتفاء بالصحافيين المتميزين، لتصبح مؤشراً على النضج الإعلامي في المغرب، حيث تشمل مختلف الأجناس الصحفية من التلفزة والإذاعة والصحافة المكتوبة والإلكترونية إلى الصحافة الجهوية والأمازيغية والصحافة الثقافية والصحراوية الحسّانية، إضافة إلى جوائز الصورة والتحقيق الصحفي والرسم الكاريكاتوري، ما يبرز التنوع والغنى الذي يميز المشهد الإعلامي المغربي.

كما تحمل الجائزة رمزية قوية من خلال تكريم الشخصيات الإعلامية الوطنية التي ساهمت في تطوير المهنة، وإبراز جهود الصحافيين المغاربة في مؤسسات إعلامية أجنبية، ما يعكس الانفتاح على التجارب الدولية والقدرة على المنافسة خارج الحدود.

في المجمل، يمثل هذا الحدث محطة استراتيجية لتعزيز المهنية، ودعم حرية التعبير، وتشجيع الإبداع الإعلامي، ويؤكد أن المغرب يسعى ليس فقط لتكريم الصحافيين، بل لتحفيزهم على الابتكار والمساهمة الفعلية في نقل الخبر ومواكبة التطورات المجتمعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *