المغرب والجزائر: هل يفتح الملك محمد السادس صفحة جديدة في تاريخ الجوار المغاربي؟

الوطن24/خاص
في خطاب تاريخي له يوم 31 أكتوبر 2025، وجه الملك محمد السادس دعوة صريحة لأخيه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من أجل حوار “أخوي صادق” لتجاوز الخلافات وبناء علاقات جديدة تقوم على الاستقرار وروابط الأخوة وحسن الجوار. كلمات الملك، التي لم يسبق لها مثيل بهذا الوضوح والشفافية، تحمل رسالة قوية للعالم وللشعوب المغاربية: المغرب يريد تجاوز الأزمات القديمة وفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الجزائر.
ما يثير الاهتمام ليس مجرد الدعوة للحوار، بل توقيتها أيضاً. في ظل تقلبات الإقليم وتحديات التنمية والاستقرار في شمال إفريقيا، يشير هذا الخطاب إلى استراتيجية ذكية للرباط: تعزيز موقع المغرب كفاعل رئيسي في المنطقة، وبناء جبهة مغاربية متماسكة تستطيع مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية.
لكن الطريق لن يكون سهلاً. العلاقات المغربية-الجزائرية تاريخياً معقدة، مليئة بالملفات العالقة، خصوصاً ملف الصحراء الغربية، الذي ظل عائقاً أمام أي تقدم ملموس. ومن الجزائر، هناك إشارات تحفظية على خطوات المغرب، لكنها في الوقت نفسه تحمل لمحة أمل: بوادر استعداد للحوار وتحسين العلاقات بدأت تظهر، وإن كانت بحذر شديد.
الأيام المقبلة ستكشف الكثير. هل سيكون هناك لقاء مباشر بين الملك محمد السادس والرئيس تبون؟ هل سيتم وضع خطة واضحة للتعاون الثنائي؟ العالم يراقب عن كثب، والمغاربة أنفسهم ينتظرون رؤية حقيقية لإعادة الروح للجوار التاريخي الذي طالما حمل في طياته الخير والفرص المشتركة.
في النهاية، خطاب الملك محمد السادس ليس مجرد رسالة رمزية، بل هو دعوة فعلية للعمل والدبلوماسية، ومؤشر على أن المغرب مستعد لكتابة فصل جديد في تاريخه، وفصل جديد في تاريخ المغرب والجزائر معاً. الأيام المقبلة ستحمل الجواب، وربما تكون بداية عهد جديد من حسن الجوار والإخاء المغاربي.
تحليل الوطن24:
من منظور تحليلي، هذه الدعوة الملكية تشير إلى استراتيجية مدروسة للرباط تهدف إلى استعادة المبادرة الدبلوماسية في المنطقة. صياغة الخطاب بشكل مباشر وواضح يعكس نضج المغرب في التعامل مع الملفات الحساسة، ورغبته في فتح قنوات الحوار بعيداً عن التوترات الإقليمية أو الضغوط الإعلامية. كما أن هذه الخطوة يمكن أن تكون نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة من التعاون المغاربي، خاصة إذا تبنت الجزائر نهجاً إيجابياً في الرد والمتابعة.
الأيام المقبلة ستكشف ما إذا كان الكلام سيتحول إلى أفعال ملموسة، وهل سيُعقد لقاء مباشر بين الملك محمد السادس والرئيس تبون. لكن الواضح أن المغرب يمد اليوم يده للأخوة، وأن هناك فرصة حقيقية لإعادة تعريف علاقات الجوار المغاربي على أسس الاستقرار والاحترام المتبادل.
