“المغرب يدخل مرحلة الحسم.. الملك محمد السادس يعلن الفتح الجديد لمغربية الصحراء”.

الوطن 24/ الرباط
في خطاب تاريخي، وجّه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، مساء الجمعة 31 أكتوبر 2025، كلمة سامية إلى الشعب المغربي، أطل فيها على مرحلة مفصلية في تاريخ المغرب الحديث، مؤكداً أن ما قبل هذا التاريخ ليس كما بعده، وأن المملكة دخلت عهدًا جديدًا من ترسيخ مغربية الصحراء، وبداية “الفتح الجديد” على مستوى الدبلوماسية الأممية والسيادة الوطنية.

الخطاب، الذي تزامن مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء والذكرى السبعين لاستقلال المغرب، أكد على نجاح المغرب في تحويل مبادرة الحكم الذاتي إلى الحل الواقعي والمعترف به دولياً للنزاع حول الصحراء، مشيداً بالدعم الذي قدمته القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وروسيا وإسبانيا والاتحاد الأوروبي، لما ساهموا به من تعزيز السيادة الاقتصادية والسياسية للمملكة في أقاليمها الجنوبية.

وفي بُعد إنساني استثنائي، دعا الملك محمد السادس إخوانه في مخيمات تندوف إلى العودة إلى الوطن، مؤكدًا أن جميع المغاربة متساوون، وأن الحكم الذاتي يوفر فرصة تاريخية لهم للمشاركة في تنمية منطقتهم وبناء مستقبلهم ضمن المغرب الموحد.

كما وجه جلالته رسالة مباشرة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، داعياً إلى حوار أخوي صادق لتجاوز الخلافات بين البلدين، وإعادة بناء علاقات قائمة على الثقة وحسن الجوار، بما يسهم في استقرار المنطقة المغاربية وإحياء الاتحاد المغاربي بروح التعاون والتكامل.

تحليل “الوطن 24”: تداعيات تاريخية وعوامل الاستقرار

يعتبر محللون أن خطاب الملك محمد السادس يمثل تحولاً استراتيجياً في ملف الصحراء، إذ يضع المغرب على طريق الحسم الأممي والسياسي، ويعزز مكانته كلاعب إقليمي محوري في شمال إفريقيا والساحل والصحراء. فالدبلوماسية المغربية، التي اعتمدت على مقاربة عملية تجمع بين الحل الواقعي والدبلوماسية الذكية، حققت اليوم اعترافاً متزايداً بمبادرة الحكم الذاتي على المستوى الدولي، وهو ما يعكس قوة المغرب الناعمة، بالإضافة إلى تأثيره الاقتصادي المتنامي في المنطقة.

من جهة أخرى، فتح الخطاب الباب أمام مصالحة وطنية شاملة، خصوصاً مع سكان مخيمات تندوف، بما يعزز الوحدة الوطنية ويرسخ الشعور بالانتماء لدى جميع المغاربة. كما أنه يعيد إطلاق آمال التقارب المغاربي، بعد سنوات من الجمود السياسي، عبر دعوة صريحة للحوار مع الجزائر، بما قد يفتح أفق تعاون اقتصادي وأمني مهم لدول المنطقة.

ويجمع المحللون على أن خطاب الملك لم يكن مجرد إعلان سياسي، بل لحظة وطنية استثنائية، إذ جمع بين القوة الدبلوماسية والبعد الإنساني والتاريخي، مؤكدًا على أن المغرب القوي بوحدته وإرادته سيظل حامياً لمقدساته، وقادراً على تحويل التحديات إلى فرص للنمو والاستقرار.

بهذا، يصبح المغرب أكثر قرباً من تحقيق حلمه الاستراتيجي بوحدة ترابية كاملة، مع الحفاظ على علاقات متوازنة مع شركائه الدوليين، وضمان التنمية الشاملة لأقاليمه الجنوبية، وهو ما يجعل خطاب 31 أكتوبر 2025 نقطة فاصلة في تاريخ المملكة الحديث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *