جيل زد المغربي: شباب يعبر عن نفسه وبلد يستمع

شهدت المدن المغربية مؤخراً احتجاجات لشباب جذبت اهتمام الإعلام الدولي، وخاصة الأوروبي. وصف بعض وسائل الإعلام هذه الأحداث بأنها «صعبة الإدارة»، متجاهلين أن تعبئة شباب واعٍ ومواكب للتواصل ليست دليلاً على ضعف الاستقرار.

يعبر جيل زد المغربي في المقام الأول عن رغبة في الحوار والاعتراف والمشاركة. ويظهر هذا الجيل نضجاً سياسياً لافتاً، حيث يتمكن من صياغة مطالب منظمة وسلمية غالباً، ويعكس حرصه الحقيقي على المساهمة في مستقبل الوطن. إن شباب المغرب لا يسعى إلى الانفصال عن بلده، بل إلى التطور ضمن إطار الاستقرار.

بالمقارنة، عندما تحدث احتجاجات مماثلة في أوروبا، تكون التغطية الإعلامية أكثر اعتدالاً. حركة السترات الصفراء في فرنسا، والتحركات الاجتماعية في بلجيكا، وأعمال حركة Just Stop Oil في المملكة المتحدة، سببت فوضى وأضراراً كبيرة، لكنها لم تهز استقرار هذه الدول. يُظهر هذا ازدواجية في التغطية الإعلامية: فالمجتمعات الإفريقية غالباً ما تُرى بعدسة الخوف، رغم أنها تمر بديناميات اجتماعية وسياسية طبيعية كما في الديمقراطيات الأخرى.

تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ظل المغرب يفضل الإصلاح والحوار. في عام 2011، بينما كانت أحداث الربيع العربي تهز بعض الدول الإقليمية، اختار المغرب طريق الدستور والمؤسسات. هذا الاعتدال والحرص على التوافق جعل من المغرب نموذجاً للتوازن والاستقرار يحظى بالاحترام على الصعيد الدولي.

يتساءل البعض عن سبب عدم تصريح صاحب الجلالة الملك بشأن الاحتجاجات الأخيرة. لكن في المغرب، يجسد الملك الاستمرارية والحكمة؛ فصمته ليس غياباً، بل استماعاً مدروساً، مما يتيح للمؤسسات والسلطات القيام بمهامها ضمن القانون وقيم الدولة. الشباب بدوره ينتظر الخطاب الملكي باحترام وثقة، وهو دليل على قوة الرابط بين الشعب وملكه.

كما أظهر المغرب كفاءته على المستوى الدولي. خلال الألعاب الأولمبية باريس 2024، أرسل المغرب فرقاً متخصصة في الأمن والمخابرات لدعم السلطات الفرنسية في التحضير وتنظيم المنافسات. شارك الخبراء المغاربة في منع المخاطر، والتنسيق مع القوات المحلية، ومراقبة التهديدات المحتملة، مبرزين بذلك كفاءة ومهنية أجهزة الأمن المغربية. تُظهر هذه التعاونات أن المغرب لا يُنظر إليه فقط من منظور الانتقاد، بل يُعتبر شريكاً موثوقاً وكفؤاً على المستوى الدولي.

شباب المغرب لا يرفضون وطنهم، بل يريدون أن يكونوا فاعلين فيه. تعكس مطالبهم قيم العدالة والمساواة والكرامة التي يوليها صاحب الجلالة الملك اهتماماً كبيراً، وتظهر نضجاً سياسياً جديداً يقوم على الحوار والمسؤولية المدنية.

المغرب يتقدم مع شبابه: شعب متماسك، جيل واعٍ، وملك يضمن الوحدة والتقدم. وهذه ه ي القوة الحقيقية للمملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *