2020 عزفت سمفونية كورونا … ووصل ألمها للعالم.
الوطن 24/ بقلم: منصف عيشاش
قبل ساعات قليلة من بداية العام الجديد، جلست مع نفسي أتساءل، هل حقا جاءت لحظة الوداع؟ هل حقا بعد بضع ساعات، سنودع سنة عزفت سمفونية حزينة رددها العالم بألم كبير، لحنتها كورونا وتكلفت بتوزيعها، بإبداع وبدون عنصرية وبدون تفريق بين قارة واخرى، بين دولة غنية ودوله فقيرة، بل دخلت وفرضت نفسها النجمة الاولى لسنة 2020، وخاطبت الكون الذي لم يتوقف ولو دقيقه.. فقالت مرحبا بك انت الان في جحيم كورونا.
بدأت كرونه سمفونيتها السحرية في وهان الصينية،
كانت معزوفة ملهمة، غامضة، لم يتذوق العالم نغمتها ولم يقدر سحرها لذلك كسرت كل جدران الصمت وانتقلت إلى ايطاليا فتحولت إلى معزوفة صادمة دمرت ايطاليا الجميلة … فأصبح قلب ايطاليا يدق بسرعه وخوف شديد يتسرب للعالم وجثت متناثرة هن وهناك… سمفونية كورونا استمع لها العالم.
توقف العالم، صمت رهيب، خوف شديد، الكل في منازله ولازالت سمفونية كورونا تعزف وحدها في شوارع العالم، وتزور بدون اذن ولا ترحيب دولا غنيه ودولا فقيره، لا تعترف بالحدود السياسية، ولم تقوم بطلب تأشيره العبور بل كانت المعزوفة السحرية التي فهمها الكون، فأصبح ذلك الرجل هناك صاحب أضخم الشركات في استراليا يجلس في منزله منتظرا شيئا، وأصبح ذلك الرجل هناك في ادغال افريقيا صاحب المشروع البسيط يجلس في منزله ينتظر شيئا ما.
توقف الاقتصاد.. الحل لقاح سحري… يوقف رنين المعزوفة السحرية للفيروس اللعين.. مع نهاية السنة نستطيع أن نقول شكرا لقد وصلت الرسالة، وفهمنا كلمات السمفونية الصامتة واكتفينا بهذا القدر، ونتمنى لسنه 2021 أن تكون سنة سعيدة بحق وليس كسنة 2020 التي تمنيناها أن تكون سعيدة بحق.