الإعلام المغربي بين الأزمة والتغيير: كتاب جديد يثير النقاش حول مستقبل الصحافة في المغرب.

الوطن24/ محمد بلمو
صدر حديثاً عن مركز مدى كتاب جماعي بعنوان “الإعلام المغربي في مرمى التغيير: تحديات الواقع والحلول الممكنة”. هذا الإصدار، الذي يقع في 207 صفحات، يضم مجموعة دراسات أعدها باحثون وإعلاميون مغاربة، متناولين أزمة الإعلام المغربي من زوايا متعددة، في محاولة لفهم جذور المشكل واقتراح حلول عملية لمواجهته.
أزمة مركبة تعيق تطور الإعلام المغربي
يكشف الكتاب أن أزمة الإعلام المغربي لا تقتصر فقط على تدني معدلات القراءة والتلقي، بل تمتد إلى قضايا أكثر عمقاً، مثل غياب التشريعات الكفيلة بحماية حرية الصحافة، وضعف التكوين المهني، وتداخل المصالح السياسية والاقتصادية في صناعة المحتوى الإعلامي. كما يشير إلى التحديات التي فرضها العصر الرقمي، والتي تستوجب تكيفاً سريعاً لمجاراة التطورات التقنية، خاصة في سياق التحولات الكبرى التي يشهدها المغرب.
إعلام مستقل من أجل ديمقراطية حقيقية في المغرب
يركز الكتاب أيضاً على الدور الأساسي للإعلام في دعم التحول الديمقراطي والإصلاحات السياسية في المغرب، مؤكداً أن الحق في إعلام حر ومستقل هو ركيزة أساسية في بناء مجتمع ديمقراطي. كما يشدد على ضرورة تفعيل النقاش العمومي حول قضايا الإعلام، خاصة فيما يتعلق بحماية الصحافيين، وضمان استقلالية المؤسسات الإعلامية، وتعزيز أخلاقيات المهنة.
رهانات التكوين والتربية على الإعلام في المغرب
من بين الحلول التي يقترحها الكتاب، تعزيز التربية على الإعلام في المدارس والجامعات المغربية، لمساعدة الأجيال الجديدة على التمييز بين الأخبار الحقيقية والمعلومات المضللة. كما يدعو إلى تطوير المناهج التكوينية للصحافيين لمواكبة التحولات الرقمية، وضمان مستوى مهني يرقى إلى تطلعات المجتمع المغربي.
يُذكر أن هذا الكتاب هو ثمرة ندوة وطنية نظمتها النواة الجامعية بأزيلال، يوم 13 فبراير 2024، بشراكة مع مركز الدراسات والأبحاث “مدى”، وتم تحريره بثلاث لغات: العربية، الفرنسية، والإنجليزية، مما يعكس انفتاحه على جمهور واسع داخل المغرب وخارجه.