التـوترات الـداخـلية وتـأثير حـكـيم زيـاش عـلى المنتخب المغـربي

المنتخب الوطني المغربي يعيش في الآونة الأخيرة وضعًا معقدًا أثار الكثير من الجدل بين الجماهير والمتابعين. جزء كبير من هذا الجدل يدور حول حكيم زياش، اللاعب الذي يمتلك مهارات كروية لا يمكن إنكارها، ولكنه في نفس الوقت أصبح محط انتقادات بسبب تصرفاته وسلوكه داخل المنتخب. بالنسبة للكثيرين، زياش لم يعد ذلك اللاعب الذي يُنظر إليه فقط كمساهم رئيسي في النجاحات الرياضية للمنتخب، بل أصبح يُنظر إليه كلاعب يفرض سيطرته الشخصية بشكل يتجاوز الأمور الفنية والتكتيكية.

الجماهير المغربية تتحدث اليوم عن زياش بشكل مختلف، حيث يراه البعض شخصًا استغل سلطته وتأثيره للإطاحة بالمدرب السابق وحيد خاليلوزيتش. كان واضحًا أن العلاقة بين زياش وخاليلوزيتش شهدت توترات أدت في نهاية المطاف إلى مغادرة الأخير، وبالفعل، بعد رحيل خاليلوزيتش، عاد زياش إلى المنتخب تحت قيادة وليد الركراكي. لكن المشكلة لم تتوقف هنا، بل يبدو أن تأثير زياش على الفريق ازداد بشكل ملحوظ.

ركراكي حاول أن يُظهر قدرته على التحكم في الوضع، ولكنه واجه تحديات كبيرة في الحفاظ على توازن الفريق وإرضاء زياش في الوقت نفسه. اللاعب بدا كأنه غير مستجيب لتوجيهات المدرب بالشكل المطلوب، وأصبح يفرض نفسه في مواقف حساسة مثل استلام شارة العمادة وتنفيذ ضربات الجزاء، وهذا أثار الكثير من التساؤلات حول مدى تأثيره في الفريق.

هناك شعور عام بين بعض الجماهير بأن زياش يتصرف بأنانية، وأنه يستخدم المنتخب كمنصة لتعزيز مسيرته الشخصية بدلاً من تقديم أفضل ما لديه للفريق. هذا الشعور ينبع من ملاحظات على تصرفاته التي تبدو وكأنها تتجاوز الإطار الرياضي وتدخل في لعبة القوة والنفوذ داخل المنتخب. يرى البعض أن زياش حصل على حماية ودعم من جهات عليا داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وربما حتى من مسؤولين سياسيين، ما جعله يشعر بأنه في مأمن من الانتقادات والمحاسبة.

هذا الوضع لا ينعكس فقط على زياش، بل يمتد تأثيره إلى بقية اللاعبين وإلى الجو العام داخل المنتخب. أسماء كبيرة مثل ياسين بونو وأشرف حكيمي، التي تقدم أداءً ممتازًا على المستويين المحلي والدولي، تُركت في الظل بينما يتم التركيز على زياش. هؤلاء اللاعبون، الذين يتحلون بالاحترافية والهدوء، لا يحصلون على نفس الاهتمام أو الفرص التي يحصل عليها زياش، على الرغم من أنهم يستحقون شارة العمادة وربما المزيد من التقدير.

أمام هذا الوضع، ركراكي يبدو وكأنه في موقف صعب. في البداية، كانت تصريحاته تشير إلى أن المعيار الأساسي لاختيار اللاعبين هو الجاهزية والأداء، ولكن مع مرور الوقت، بدأت تظهر استثناءات لهذا المعيار، وأصبح واضحًا أن بعض اللاعبين يحصلون على مكان في التشكيلة الأساسية حتى وإن لم يقدموا الأداء المطلوب. هذا الأمر يقلق الجماهير التي ترى أن المنتخب يفقد توازنه وقوته بسبب هذه الاستثناءات المتزايدة.

إذا استمر الوضع على هذا النحو، فإن المنتخب المغربي قد يواجه مشاكل كبيرة في المستقبل، خاصة مع اقتراب بطولات مهمة مثل كأس إفريقيا. الجماهير تخشى أن يتحول المنتخب إلى منصة لتلميع صورة بعض اللاعبين على حساب الفريق ككل، وأن تؤدي هذه الديناميكيات إلى نتائج سلبية في البطولات القادمة. بينما تنتظر الفرق القوية مثل مصر وغانا وتونس فرصتها للتألق والفوز بالألقاب، يخشى المغاربة أن يجدوا أنفسهم يحملون خيبات الأمل بدلاً من الكؤوس.

الحل ربما يكمن في إعادة النظر في أسلوب التعامل داخل المنتخب، ووضع حدود واضحة بين الدور الفني والسلطة الشخصية. يجب على زياش وكل اللاعبين أن يفهموا أن المنتخب ليس مكانًا لتحقيق المصالح الشخصية، بل هو تمثيل للشعب المغربي بأسره. المدرب عليه أن يكون صارمًا في قراراته، وأن يضع مصلحة الفريق فوق أي اعتبارات أخرى.