المغرب: أزمة محطة القطار الرباط المدينة… هل حان وقت استقالة وزير النقل محمد عبد الجليل؟

الوطن 24/ الرباط
في خطوة مثيرة للجدل، يجب على محمد عبد الجليل، وزير النقل، تقديم استقالته بعد أن واجه انتقادات واسعة بسبب توقف أشغال مشروع محطة القطار الرباط المدينة. كانت المحطة قد انطلقت أشغال بنائها عام 2017، إلا أن العمل توقف بشكل مفاجئ في عام 2021، مما أثار تساؤلات حول أسباب هذا التوقف ونجاعته.
في رده على سؤال برلماني قبل سنتين، أوضح الوزير أن توقف الأشغال يعود إلى مجموعة من الإكراهات التقنية والفنية، وأعرب عن أمله في استئناف العمل بعد إيجاد الحلول المناسبة لتلك المشاكل. ومع ذلك، فإن هذه التصريحات لم تنجح في طمأنة الشارع المغربي أو البرلمان، حيث اعتبر الكثيرون أن هذا التأخير يعكس سوء إدارة وغياب التخطيط السليم.

من الأمور المثيرة للاهتمام أن مصادر إعلامية أكدت أن سبب توقف الأشغال قد يعود إلى غضبة ملكية، عندما لاحظ جلالة الملك محمد السادس شكل المحطة المثير للجدل خلال مروره في شارع محمد الخامس. يُعتبر هذا العامل مؤشرًا على مدى أهمية المشروع في الأجندة الملكية، مما يجعل من الضروري التعامل معه بحذر.
علاوة على ذلك، كان لمنظمة “اليونسكو” دور في التأثير على سير المشروع، حيث وجهت رسالة للسلطات المغربية تعبر فيها عن اعتراضها على إنجاز المحطة. اعتبرت المنظمة أن العاصمة الرباط تُصنف كتراث إنساني، وأن تنفيذ هذا المشروع دون دراسة شاملة من شأنه أن يؤثر سلبًا على جمالية المدينة ومآثرها التاريخية. هذا الاعتراض يعكس القلق الدولي بشأن الحفاظ على التراث الثقافي، ويضع ضغطًا إضافيًا على الحكومة المغربية.
إحدى النقاط المثيرة للجدل في المشروع كانت خطة هدم جزء من السور الأثري للعاصمة لفتح باب جديد للمحطة على مستوى شارع ابن تومرت، والذي يربط بين باب الرواح وباب الأحد. يُظهر هذا الإجراء الصراع بين الحاجة إلى تطوير البنية التحتية والتوجهات الحديثة، والحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي الذي يميز العاصمة.

كان من المقرر أن تتضمن المحطة الجديدة بناية زجاجية مدعمة بأعمدة حديدية ضخمة، بالإضافة إلى “مول” ومحلات ومقاهي ومطاعم، لكن المشروع ظل غير مكتمل. بعد توقف الأشغال، غادر العمال والآليات الورشة لأكثر من سنتين، مما يعكس الفوضى في إدارة المشاريع الكبرى.
تُبرز هذه القضية الحاجة الماسة إلى تحسين التخطيط العمراني في المغرب، وضمان وجود توازن بين التطور والتاريخ. إن الحفاظ على التراث الثقافي يجب أن يكون جزءًا أساسيًا من أي مشروع تنموي، حيث أن الفشل في ذلك يمكن أن يؤدي إلى فقدان الهوية الثقافية للمدن المغربية.

في الختام، تبقى التساؤلات مفتوحة حول مصير مشروع محطة القطار الرباط المدينة، وإمكانية استئناف الأشغال في ظل الظروف الحالية. هل سيتمكن المسؤولون من إيجاد حلول فعالة تعيد المشروع إلى الحياة، أم أن هذا هو الفصل الأخير من قصة محطة القطار المثيرة للجدل؟