المغرب: إعدادية معاذ بن جبل في سوق الأربعاء الغرب بلا أستاذ للغة العربية والمستقبل مهدد.

في سابقة مؤسفة تكشف عن عجز النظام التعليمي في المغرب، يواجه تلاميذ إعدادية معاذ بن جبل بمدينة سوق الأربعاء الغرب مأساة حقيقية. فمنذ بداية الموسم الدراسي، لم يتمكن هؤلاء التلاميذ، الذين يتواجدون في أقسام إشهادية، من الحصول على أستاذ للغة العربية، المادة الأساسية في مسارهم التعليمي. والكارثة لا تتوقف هنا، بل تكمن في تزايد الإهمال من طرف المسؤولين المحليين الذين تركوا هذه المعضلة تتفاقم دون أدنى تدخل، في وقت كان يجب أن تكون فيه الحلول جاهزة قبل بداية السنة الدراسية.

ما يحدث في إعدادية معاذ بن جبل ليس مجرد غياب أستاذ، بل هو خيانة لأجيال قادمة تسعى للنجاح، لتواجه بكل مرارة تهميشاً لحقوقها الأساسية في التعليم في المغرب. أين هي جمعية الآباء التي من المفترض أن تكون صوتاً مدافعاً عن مصالح التلاميذ؟ هل اختفت في صمت وسط هذه الفوضى التي تشهدها المؤسسة؟ أم أن “الوعود” السابقة التي طالما أطلقها المسؤولون تبخرت مع أول اختبار حقيقي؟ أسئلة مشروعة، لكنها تبقى بلا إجابة حتى الآن.

إلى المسؤولين المحليين في المغرب، أين أنتم من هذا الوضع؟ كيف ستواجهون ما يحدث في مؤسستكم وأين يكمن الحل في هذا الفشل الواضح في تسيير التعليم في المنطقة؟ كيف ستردون على أولياء الأمور الذين يشعرون بأن أبناءهم ليسوا فقط ضحايا نقص الأساتذة، بل ضحايا الإهمال المستمر؟

ما يبعث على الأسى هو أن هؤلاء التلاميذ في المغرب يتركون بدون إشراف من معلم مؤهل، في وقت أن المستقبل أمامهم على المحك. أليس هذا إهانة صارخة لكل القيم التي تدافعون عنها؟ أين هي خططكم لتحسين الوضع في هذه المؤسسات؟ وهل ستظل المسؤولية معلقة بين أيديكم؟

من الواجب على المسؤولين أن يتحملوا مسؤولياتهم ويجدوا حلولاً عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فالمستقبل لا ينتظر أحداً، وحقوق التلاميذ في التعليم يجب أن تكون على رأس أولويات الدولة.