المغـرب: احتفالا بذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.. فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بتيفلت ينظم ندوة علمية رفيعة المستوى

احتفاءً بالذكرى الـ81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، نظّم فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بمدينة تيفلت، يوم الجمعة 10 يناير 2025، ندوة علمية تحت عنوان: “قراءة في وثيقة 11 يناير 1944”. وشهدت الندوة مشاركة متميزة من المجلس العلمي المحلي بالخميسات، وثانوية عبد الكريم الخطابي التأهيلية، ومجموعة مدارس الزغاري2 الخاصة، مما أعطى للحدث بُعداً علمياً وتربوياً متميزاً.

استُهلت أشغال هذه الندوة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ألقاها القيم الديني رضوان الحيمر، تلتها مباشرةً لحظة مؤثرة من خلال عزف النشيد الوطني، ما عمّق الشعور بالانتماء والفخر الوطني بين الحضور. وعبّرت المكلفة بالمكتب المحلي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بتيفلت، من خلال كلمة افتتاحية، عن أهمية هذه المناسبة الوطنية التي تمثل علامة فارقة في مسار الكفاح المغربي من أجل الحرية والاستقلال.

وقد تميزت هذه الندوة بمداخلات علمية قدمها أساتذة متخصصون، ألقوا الضوء على مختلف أبعاد وثيقة المطالبة بالاستقلال:
• ذ. محمد مجيد، أستاذ مادة التاريخ والجغرافيا بثانوية عبد الكريم الخطابي التأهيلية، قدّم قراءة تحليلية معمقة بعنوان: “قراءة في مضامين وثيقة المطالبة بالاستقلال”، حيث سلط الضوء على الأبعاد السياسية والوطنية لهذه الوثيقة التاريخية.
• ذ. عبد الصمد عمار، أستاذ التاريخ والجغرافيا بمجموعة مدارس الزغاري2 الخاصة، ركز في مداخلته على موضوع: “وثيقة المطالبة بالاستقلال مرحلة انتقالية في مسار الكفاح الوطني”، موضحاً كيف شكلت هذه الوثيقة خطوة مفصلية نحو تحقيق الاستقلال.
• الأستاذة سعيدة طاوس، مرشدة دينية، اختتمت سلسلة المداخلات بطرح قيم عبر مداخلتها الموسومة: “دروس مستخلصة من تقديم وثيقة الاستقلال لأجل تحقيق الحياة الطيبة”، حيث ربطت بين معاني الكفاح الوطني وأثره في بناء مجتمع متماسك وقيم إنسانية سامية.

أدار أشغال الندوة وسير نقاشاتها الأستاذ معاذ أركيبي، إطار بفضاء الذاكرة التاريخية، حيث ساهم بتعليقاته في إغناء النقاش وتقديم رؤية شاملة حول مضامين المداخلات.

وعلى هامش الندوة، قام المشاركون بزيارة قاعة العرض المتحفي للفضاء، حيث أتيح لهم الاطلاع على صور تاريخية نادرة ومعروضات إثنوغرافية تُبرز غنى التراث المغربي وأهمية النضال الوطني.

اختُتمت أشغال هذا اليوم الوطني بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وللأسرة الملكية الشريفة، وللشعب المغربي قاطبة، في أجواء تجسدت فيها قيم الوفاء والإخلاص لرموز الوطن وتضحيات رجالاته.

أكدت هذه الندوة على أهمية استحضار وثيقة 11 يناير 1944 كرمز للكفاح الوطني الجماعي من أجل الاستقلال، وشكلت فرصة لتعريف الأجيال الصاعدة بقيمة هذه اللحظة التاريخية، وترسيخ روح المواطنة وتعزيز ارتباط المغاربة بتاريخهم المجيد.