المغـرب: انهيار في قطاع الدواجن هـل يتسبب عزوف المواطنين في إفلاس المربين؟
الوطن 24 / الرباط
في الفترة الأخيرة، يشهد قطاع تربية الدواجن بالمملكة المغربية تراجعًا كبيرًا في الإقبال على شراء منتجاته، مما أدى إلى خسائر مادية ضخمة للمربين. يعود هذا العزوف إلى مجموعة من الأسباب، منها ارتفاع أسعار الدواجن نتيجة لزيادة تكاليف الأعلاف والوقود، مما جعل الكثير من المستهلكين يبحثون عن بدائل أرخص. بالإضافة إلى ذلك، هناك قلق متزايد بين المواطنين حول جودة المنتجات المتاحة في الأسواق، خاصة مع انتشار الأمراض التي تصيب الدواجن مثل إنفلونزا الطيور، وهو ما دفع بعضهم إلى تجنب شراء الدواجن حفاظًا على صحتهم.
تغير العادات الغذائية يلعب أيضًا دورًا مهمًا في هذه الأزمة، حيث يتزايد التوجه نحو الأنظمة الغذائية النباتية أو تقليل استهلاك اللحوم بشكل عام، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على الدواجن. هذا التحول قد يكون ناتجًا عن الوعي الصحي المتزايد أو تبني أساليب غذائية أكثر استدامة. إلى جانب ذلك، يواجه المربون تحديًا كبيرًا يتمثل في المنافسة مع المنتجات المستوردة التي غالبًا ما تكون أرخص، مما يجذب شريحة واسعة من المستهلكين.
التداعيات الاقتصادية لهذه الظاهرة لا تقتصر على المربين فحسب، بل تؤثر على الاقتصاد المحلي بشكل عام. يواجه مربو الدواجن خسائر مالية كبيرة نتيجة تراجع المبيعات، مما يعرضهم لمشاكل مالية قد تهدد استمرار أعمالهم. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي تراجع هذا القطاع إلى فقدان العديد من العاملين في مجال تربية الدواجن لوظائفهم، مما يزيد من معدلات البطالة، خاصة في المناطق الريفية التي يعتمد سكانها بشكل كبير على هذا النشاط. كما أن هذا الوضع يساهم في تراجع الاستثمار في هذا القطاع، حيث قد يتردد المستثمرون في ضخ أموال جديدة نظرًا للمخاطر المتزايدة والخسائر المحتملة.
لمواجهة هذه الأزمة، يمكن اتخاذ عدة تدابير. من بين هذه التدابير تقديم دعم حكومي للمربين لتخفيض تكاليف الإنتاج أو منح إعانات مباشرة تساعدهم على تجاوز الأزمة. تحسين جودة المنتجات يعتبر أيضًا حلاً ضروريًا، حيث يجب على المربين اتباع معايير صحية صارمة واستخدام تقنيات إنتاج حديثة لضمان تقديم منتجات آمنة وعالية الجودة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تنظيم حملات توعية لزيادة ثقة المستهلكين في المنتجات المحلية وتوضيح الفوائد الصحية لتناول الدواجن المحلية، مع التركيز على مكافحة الشائعات والمعلومات المغلوطة. كما يمكن للمربين البحث عن أسواق خارجية لتصدير منتجاتهم، مما يساهم في تقليل الاعتماد على السوق المحلية وزيادة إيراداتهم.
باختصار، يواجه قطاع تربية الدواجن تحديات كبيرة في ظل عزوف المواطنين عن شراء الدواجن، مما يهدد استمرارية هذا القطاع الحيوي. ومع ذلك، يمكن التغلب على هذه الأزمة من خلال تبني استراتيجيات فعالة ودعم حكومي مناسب. تحتاج جميع الأطراف المعنية إلى التعاون لضمان استدامة هذا القطاع المهم في الاقتصاد المحلي.