المغرب: تحويل حانات وكباريات كورنيش طنجة – قرار حتمي لإعادة النظام والهدوء. والقطع مع مظاهر الفوضى المستمرة.
الوطن 24/ كادم بوطيب
في خطوة غير مفاجئة لكنها ضرورية، وحسب مصادر مطلعة من المنتظر أن تعلن السلطات المحلية في مدينة طنجة قريبا عن قرارها بتحويل مجموعة من الكباريات المتواجدة على طول كورنيش المدينة،وبمحاداة باركينات صوماجيك، وذلك استجابة للفوضى المتزايدة التي أصبحت سمة مميزة لهذه المناطق خلال الفترة الأخيرة. ويأتي هذا القرار في إطار الجهود المبذولة التي يبدلها السيد والي طنجة يونس التازي لتحسين صورة المدينة الساحلية، التي تُعتبر وجهة سياحية محورية في شمال المغرب.
وشهد كورنيش طنجة في السنوات الأخيرة ازدهاراً ملحوظاً في أعداد الكباريات والمقاهي المطلة على البحر، مما أسهم في خلق ديناميكية سياحية واقتصادية نشطة. غير أن هذا الانتعاش السياحي تزامن مع انتشار العديد من الظواهر السلبية، أبرزها الفوضى والعشوائية في تسيير هذه الفضاءات. حيث ثم تسجيل عدة مخالفات، منها عدم احترام المعايير الصحية والأمنية، تجاوز المساحات المرخصة، بالإضافة إلى ارتفاع أصوات الموسيقى بشكل غير قانوني وتجاوز أوقات الإغلاق المحددة.ناهيك عن عمليات الكريساج التي يتعرض لها عدد من زوار طنجة ٱخرها سرقة هاتف لفنان أجنبي شهير.
ومن المنتظر أن يلقى هدا القرار الجريئ للسيد والي جهة طنجة وبتعليمات من جهات كبرى توصلت بشكاوي كثيرة من فندق “بارسيلو ” الشهير المحادي لهده المحلات التي أزعجته ما دفع الإدارة إلى الاتصال بجهات عليا للتدخل وإنقاد الموقف…. كدلك من المنظر أن يلقى هدا القرار ترحيباً واسعاً من سكان المدينة وزوارها الذين عبّروا عن انزعاجهم من الفوضى التي باتت تزعجهم في الكورنيش، معتبرين أن هذه الخطوة ستُعيد للكورنيش طابعه الهادئ والمناسب للتنزه العائلي….وقليل من يعرف أن ساكنة طنجة هي الوحيدة في العالم التي حرمت من الشط ، وأصبحت تقصد منطقة مرقالة كبديل لرؤية البحر ودلك لتفادي التصادم مع مظاهر العري والكلام الساقط الدي يلفظ به السكارى والعاهرات …..في المقابل، عبّر بعض أصحاب الكباريات عن استيائهم من هدا القرار، مؤكدين أنه سيؤثر سلباً على نشاطاتهم التجارية.خاصة وأن السلطات المحلية اقترحت عليهم في وقت سابق منطقة أشقار والمنار كبديل للترحيل.
إلى جانب تحويل الكباريات، تُخطط السلطات لتشديد المراقبة وتطبيق القوانين بشكل صارم، ما سيحد من تكرار هذه الظواهر السلبية في المستقبل. كما أنها تسعى إلى توفير بيئة أفضل للمستثمرين الذين يلتزمون بالقوانين، مع تشجيع تطوير مشاريع سياحية ذات جودة عالية تعكس صورة طنجة كمدينة سياحية عالمية.
ويبقى السؤال المطروح حول مدى نجاح هذه التدابير في تحقيق الأهداف المنشودة، وما إذا كانت ستحقق التوازن بين مصلحة السياحة وجودة الحياة للسكان. الوقت وحده كفيل بالإجابة، لكن ما لا شك فيه أن تحويل الكباريات كان خطوة ضرورية لإعادة الانضباط إلى كورنيش طنجة الدي عرف تسيبا كبيرا في السنوات الأخيرة…. وكحل صائب، هل ستلجأ السلطات المحلية إلى قطع الماء والكهرباء عن هده المحلات لتعطيل نشاطها، وبالتالي الإستجابة والانصياع لقرار الترحيل….!؟