المغرب: حكومة أخنوش تخاطب الكراسي الفارغة، هل فقدت مصداقيتها؟

الوطن24/ الرباط
في مشهد مثير للدهشة، وقف مصطفى بايتاس، الوزير المتحدث باسم الحكومة المغربية، أمام صف من الكراسي الفارغة أثناء إلقائه أحد خطاباته الرسمية. مشهد يكشف عن صورة رمزية لمأزق الحكومة المغربية الحالية، التي يبدو أنها فقدت التواصل الحقيقي مع المواطنين ووسائل الإعلام، ليصبح خطابها أشبه بالكلمات التي تُقال دون أن تجد آذانًا صاغية.
هل وصلت حكومة أخنوش إلى مرحلة من العزلة السياسية والإعلامية، حيث أصبحت خطاباتها تُلقى لنفسها؟ هل اختفى الجمهور من هذه الخطب التي كان يُفترض أن تكون فرصة للإجابة على تساؤلات المواطنين؟ أم أن الصحافة والجماهير قد اختاروا تجاهل هذه التصريحات بعد أن أصبحوا يعتقدون أن الوعود الحكومية ما هي إلا كلام فارغ، بعيد عن التغيير الفعلي في حياة الناس؟
الخطاب أمام الكراسي الفارغة لم يكن مجرد حادث عابر، بل كان تجسيدًا حقيقيًا لعزوف شعبي ملحوظ. في وقت يعاني فيه المواطنون في المغرب من قسوة الظروف الاقتصادية والاجتماعية، ويتساءلون عن جدوى الإجراءات الحكومية، تظهر الحكومة عاجزة عن جذب اهتمام الصحافة والجماهير على حد سواء. فهل بإمكان حكومة أخنوش إقناع هذه الكراسي، التي لم تُسمع منها سوى الصمت؟ الكراسي هي وحدها التي تجلس، ولكن هل هي قادرة على التفاعل مع كلمات لا تترجم إلى واقع ملموس؟
من المثير للدهشة أن الحكومة المغربية، التي كانت من المفترض أن تكون أكثر قربًا من الشعب، تجد نفسها في موقف يُشبه تلك الكراسي التي تخاطبها. فقد أصبح المواطنون يتساءلون: هل هناك من يستمع لهذه الخطابات؟ وهل هي حقًا تؤثر على حياتهم؟ أم أن الكراسي هي المستمع الوحيد المتبقي، التي لا يُتوقع منها سوى الصمت في مواجهة كلمات لا تُحدث فرقًا؟
أزمة التواصل بين الحكومة المغربية والشعب تزداد وضوحًا في هذه الأوقات. فهل هي أزمة ثقة؟ أم أن الحكومة قد دخلت في دائرة من الوعود التي لا تنفذ، لتصبح مجرد كلمات جوفاء لا تلبي تطلعات المواطنين؟ هذه التساؤلات تدفعنا للبحث عن إجابة: ما الذي يجعل الحكومة تواصل الخطاب دون أن تجد آذانًا صاغية؟ وهل حان الوقت لإعادة النظر في أسلوب التواصل مع الشعب؟
قد يكون هذا المشهد دعوة للجميع في المغرب للاستيقاظ، لتفكر الحكومة في إعادة بناء جسر التواصل مع المواطنين. ففي الوقت الذي يتوق فيه الشعب إلى حلول واقعية، لا يمكن للخطابات الفارغة أن تكون بديلاً عن التغيير الحقيقي الذي ينتظره الجميع.