المغرب.. دعوات لإلغاء تزويج القاصرات في ندوة ترافعية بالدار البيضاء
الوطن24/ خاص
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نظم ائتلاف “دنيا” لمنع تزويج القاصرات، بشراكة مع جمعية “عندي أمل”، ندوة ترافعية تحت عنوان “إلغاء الاستثناء: نحو تحقيق طفولة كاملة”، وذلك يوم الجمعة 7 مارس بأحد الفنادق المصنفة في مدينة الدار البيضاء، المغرب.
مرافعة قانونية ضد تزويج القاصرات في المغرب
الندوة، التي جمعت ممثلين عن المجتمع المدني وخبراء قانونيين، افتتحتها الأستاذة خديجة الإدريسي، المحامية ورئيسة جمعية “الشروق” ببنجرير، حيث أكدت أن تزويج القاصرات لا يزال يشكل معضلة قانونية واجتماعية تهدد مستقبل الطفلات في المغرب. وأشارت إلى ضرورة تعديل مدونة الأسرة المغربية لحماية حقوق الفتيات، معتبرة أن “ائتلاف دنيا” يعمل على رفع الوعي المجتمعي والدفاع عن الطفولة المغربية ضد هذا النوع من الانتهاكات.
من جانبه، أكد الباحث في قانون الأسرة المغربي والمقارن، الأستاذ أنس سعدون، أن الاستثناء القانوني الذي يسمح بتزويج القاصرات في المغرب بات هو القاعدة بدل أن يكون حالة نادرة. وأوضح أن القضاء غالبًا ما يمنح الموافقة على زواج القاصرات في المغرب تحت ذرائع متعددة، مثل الظروف الاجتماعية أو حالات الحمل الناتجة عن الاعتداءات، مما يحوّل هذا الاستثناء إلى خطر دائم على حقوق الطفلات. ودعا إلى فرض عقوبات صارمة ضد تزويج القاصرات وإحداث تغيير ثقافي ومجتمعي يواكب أي إصلاح قانوني في المغرب.
أما الأستاذ مراد فوزي، المحامي بهيئة الدار البيضاء ورئيس جمعية “حقوق وعدالة”، فقد شدد على أن تزويج القاصرات خارج الإطار القانوني يشكل جريمة تستوجب ردعًا قانونيًا قويًا في المغرب. كما دعا إلى تحسين جودة التعليم المجاني باعتباره وسيلة أساسية لمحاربة الظاهرة في المغرب، مشيرًا إلى التزامات المغرب الدولية في مجال حماية حقوق الطفل وضرورة تكييف التشريعات المحلية مع هذه الالتزامات.
تفاعل مجتمعي وتوصيات للإصلاح في المغرب
بعد العروض، فُتح باب النقاش أمام الحضور، حيث عبرت عدة فعاليات عن قلقها من استمرار تزويج القاصرات في المغرب رغم الدعوات المتكررة لإلغائه. وخلصت الندوة إلى ضرورة إلغاء الاستثناء في مدونة الأسرة المغربية، وتشديد المراقبة على تطبيق القوانين، إضافة إلى تكثيف التوعية المجتمعية حول مخاطر تزويج الفتيات القاصرات في المغرب.
واختتم اللقاء بجلسة إفطار جماعي، شكلت فرصة لتعزيز التواصل بين المشاركين، في جو يعكس روح التآزر والتضامن من أجل ضمان طفولة آمنة للفتيات في المغرب وحمايتهن من الزواج المبكر.
