المغرب/ زهير الدحماني: من الرفض في النادي القنيطري إلى التألق مع شباب البيضاء.

في عالم كرة القدم، تكون الفرص هي المفتاح الحقيقي للنجاح، ولكن أحيانًا يتم إغفال بعض المواهب التي قد تكون قادرة على إحداث الفرق. هذا هو حال اللاعب زهير الدحماني، الذي يُعد مثالًا صارخًا على اللاعبين الذين تم تجاهلهم رغم إمكانياتهم الكبيرة. ورغم كونه خريجًا من مدرسة النادي القنيطري “الكاك”، لم يجد الدحماني الفرصة التي يستحقها مع فريقه الأم، بل تم رفضه في بداية التحضيرات للموسم الجاري.

القصة بدأت عندما اقترح أحد محبي النادي القنيطري، على رئيس النادي، السيد حكيم دومو، أن يتم منح الفرصة للاعب زهير الدحماني، حيث قام بإرسال فيديوهات تبين مهاراته الفنية والبدنية. اللاعب الذي واجه فريق الكاك في العديد من المباريات، سواء كانت إعدادية أو في الدوري الصيفي الذي يُنظم بشكل دوري في نادي عمل بلقصيري، كان متاحًا لهذا الموسم دون أن يتطلب أي مصاريف إضافية من النادي.

زهير الدحماني

رغم وعد رئيس النادي القنيطري بإجراء اتصال مع اللاعب لمنحه فرصة التدريبات الإعدادية، إلا أن ذلك لم يحدث، وبقي الدحماني بعيدًا عن التشكيلة الرسمية للنادي. ما زاد الطين بلة هو عدم إيلاء الفريق للاعب الشاب أي اهتمام جاد، ليظل حلمه في ارتداء قميص الكاك بعيدًا عن التحقق، بالرغم من أنه مدافع من الطراز الرفيع وكان سيشكل القطعة المفقودة في دفاع الكاك الذي تستقبل مرماه بالخمسة والستة.

لكن كما تقول الحكمة: “من يرفضه وطنه، قد يجد فرصة في مكان آخر”، وهذا ما حدث بالفعل مع زهير الدحماني. فقد تمكن من لفت أنظار المدرب السابق لنادي عمل بلقصيري، السيد محمد القرقوري، الذي يعرف جيدًا إمكانيات اللاعب ويقدر مهاراته. وبفضل هذا الاكتشاف، تم استقطاب الدحماني للانضمام إلى شباب البيضاء، حيث أظهر فورًا تميزًا ملحوظًا وأدى مستوى عالٍ جعل البعض يعتقد أنه أكثر قدرة على تقديم الإضافة مقارنة ببعض المدافعين في النادي القنيطري.

التألق الذي حققه زهير الدحماني مع شباب البيضاء الذي يلعب بالدوري المغربي قسم الأول هواة، لا يُعد مجرد إثبات لقيمته الفنية، بل هو أيضًا رسالة للأندية المغربية بضرورة النظر إلى اللاعبين الشبان الذين قد يحملون في جعبتهم الكثير من الإمكانيات التي لم تُستغل بعد. وفي النهاية، يمكن القول أن زهير الدحماني قد بدأ رحلة جديدة مع شباب البيضاء، ليكتب فصلاً جديدًا في مسيرته الرياضية، بعدما تم تجاهله من فريقه الأم.

هذه القصة تبرز أهمية منح الفرص للاعبين الشباب وعدم الاكتفاء بالوعود، فكل لاعب يستحق أن يُمنح حقه في إثبات نفسه داخل المستطيل الأخضر، وهو ما لم يكن ليحدث لولا التحاقه بشباب البيضاء.