المغـرب: نحر الأضحية يُسقط اثنين من كبار المسؤولين في زلزال إداري مفاجئ

الوطن 24 / خاص
في تطور مفاجئ هزّ الساحة الإدارية بالمغرب، أفادت مصادر إعلامية متطابقة بإعفاء كل من والي جهة فاس مكناس، معاذ الجامعي، ووالي جهة مراكش آسفي، فؤاد شفيق شوراق، من مهامهما، على خلفية ظهورهما وهما ينحران أضحية العيد، في تحدٍّ صريح للتوجيهات الملكية السامية.
وكان جلالة الملك محمد السادس قد دعا عموم المغاربة إلى عدم نحر الأضاحي هذا العام، نظراً للظرفية الصعبة التي يمر بها القطيع الوطني، في ظل الجفاف وارتفاع كلفة الأعلاف. وقرر جلالته نحر أضحية واحدة نيابة عن الشعب المغربي، في رسالة رمزية ذات بعد تضامني وإنساني.
غير أن مخالفة هذا التوجه من طرف مسؤولين رفيعي المستوى اعتُبر مسًّا بهيبة القرار الملكي، وهو ما عجل بصدور قرارات الإعفاء بشكل فوري، وفق ما نقلته المصادر ذاتها.
وفي تطور لاحق، تحدثت أنباء عن تكليف كل من عامل عمالة مكناس بتولي مهام ولاية جهة فاس مكناس مؤقتًا، وعامل إقليم الحوز لتدبير شؤون جهة مراكش آسفي بالنيابة، في انتظار تعيين رسمي من طرف وزارة الداخلية وتأكيد ملكي بهذا الخصوص.
وتُفهم هذه التحركات على أنها محاولة لضمان استمرارية التدبير الترابي في الجهات المعنية، في وقت تتجه فيه المملكة نحو مزيد من الحزم في ضبط احترام التوجيهات السيادية.
هذه القضية فتحت نقاشاً واسعاً في المغرب وخارجه حول جدية الدولة في ربط المسؤولية بالمحاسبة، حتى على المستوى الرمزي، ورسّخت صورة جديدة لمغرب يُحكَم فيه بمنطق الانضباط الدقيق والاحترام الصارم للمؤسسات.
المغرب يبعث برسالة واضحة: من لم يلتقط الإشارات الملكية، فلا مكان له ضمن منظومة تدبير الشأن العام.