المغرب: نزار بركة ينتقد حكومته… حملة انتخابية مبكرة أم محاولة للإصلاح؟

الوطن24/ خاص
في مشهد سياسي مألوف في المغرب مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، خرج نزار بركة، وزير التجهيز والماء وزعيم حزب الاستقلال، لينتقد علنًا المضاربات التي شهدتها أسواق الأضاحي خلال عيد الأضحى، مشيرًا إلى أن الحكومة التي ينتمي إليها أغدقت الأموال على لوبيات الاستيراد دون أن ينعكس ذلك إيجابيًا على المغاربة. هذا التصريح يثير العديد من التساؤلات حول توقيته ودوافعه، خاصة أن حزب الاستقلال يشغل عدة حقائب وزارية داخل الائتلاف الحكومي، مما يجعله شريكًا رئيسيًا في اتخاذ القرارات.
انتقاد وزير في الحكومة لسياسات حكومته ليس جديدًا في المغرب، بل أصبح استراتيجية يعتمدها بعض السياسيين لإظهار مسافة بينهم وبين القرارات غير الشعبية، في محاولة لكسب تعاطف الناخبين. لكن السؤال المطروح: لماذا لم يتحرك بركة وحزبه لتغيير هذه السياسات من داخل الحكومة، بدل الاكتفاء بانتقادات إعلامية توحي وكأنه خارج دائرة صنع القرار؟
هذا التوجه ليس حكرًا على بركة وحده، بل يُتوقع أن يلجأ إليه وزراء آخرون في المغرب مع اقتراب الانتخابات، حيث تتحول بعض مكونات الحكومة إلى ما يشبه “معارضة داخلية”، في محاولة لتلميع صورتها وإقناع المواطنين بأنها كانت ضد السياسات المجحفة، رغم أنها كانت جزءًا من تنفيذها.
المغاربة، الذين باتوا أكثر وعيًا بهذه المناورات السياسية، لن يكتفوا بالتصريحات، بل سيبحثون عن أفعال ملموسة. فهل سيشهد المغرب قرارات جريئة من بركة وحزبه داخل الحكومة لتصحيح الأوضاع؟ أم أن هذه التصريحات ليست سوى مقدمة لحملة انتخابية مبكرة في المشهد السياسي المغربي؟