المغرب يعزز ريادته في صناعة الطيران بإطلاق مركب “سافران” الجديد بالنواصر.
الوطن24/ خاص
في خطوة تؤكد مكانة المغرب كقوة صناعية صاعدة وشريك استراتيجي في مجال الطيران العالمي، ترأس الملك محمد السادس، اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025، مراسم إطلاق أشغال إنشاء المركب الصناعي الجديد لمجموعة “سافران” الفرنسية بمحافظة النواصر قرب الدار البيضاء، في حدث وصفه المتتبعون بأنه تتويج لمسار طويل من التعاون المغربي الفرنسي في الصناعات المتقدمة.
وأكد رئيس مجلس إدارة مجموعة “سافران”، روس ماكينيس، في كلمته خلال الحفل، أن هذا المشروع العملاق يشكل “تجسيداً ملموساً للروابط الصناعية القوية بين فرنسا والمغرب”، مبرزاً أن المركب الجديد المخصص لتجميع وصيانة محركات الطائرات من الجيل الجديد (LEAP) يمثل أكثر من استثمار صناعي؛ إنه تعبير عن الثقة المتبادلة في الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وأوضح ماكينيس أن المغرب يحتل موقعاً محورياً في شبكة الإنتاج العالمية للمجموعة، مشيراً إلى أن “سافران” تتوفر على نحو عشرة مواقع صناعية بالمملكة، توظف آلاف المهندسين والتقنيين المغاربة، وتساهم في تزويد كبريات شركات الطيران في العالم بخدمات الصيانة والتصنيع. وأضاف قائلاً: “نحن لا ننتج في المغرب فحسب، بل ننتج مع المغرب، في إطار شراكة مبنية على الكفاءة والانفتاح والابتكار.”
ويرى مراقبون أن إطلاق هذا المركب في عهد الملك محمد السادس يأتي انسجاماً مع الرؤية الملكية لجعل المغرب منصة إفريقية ودولية لصناعات المستقبل، لاسيما في مجالات الطيران والسيارات والطاقات المتجددة، حيث أصبح المغرب يحتضن واحدة من أكثر المنظومات الصناعية تكاملاً في القارة.
كما أكد ماكينيس أن ترؤس الملك لهذا الحدث “يحمل دلالة عميقة بالنسبة لمجموعة سافران”، لما يجسده من حرص ملكي على تشجيع الاستثمار الأجنبي وتعزيز تنافسية الصناعة المغربية.
وتأتي هذه الخطوة بعد الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب نهاية أكتوبر 2024، والتي توّجت بتوقيع بروتوكول اتفاق لإنشاء ورشة لصيانة وإصلاح محركات الطائرات (LEAP) تابعة للمجموعة، في إشارة إلى تجدد الثقة الفرنسية في البيئة الاقتصادية المغربية.
واختتم رئيس “سافران” تصريحه قائلاً: “إننا فخورون بمواصلة هذه القصة المشتركة بين سافران والمغرب، في خدمة التميز في مجال الطيران وتنمية المملكة.”
بهذا المشروع الجديد، يواصل المغرب ترسيخ مكانته كوجهة عالمية رائدة في صناعة الطيران، ومركز جذب للاستثمار الأجنبي عالي التكنولوجيا، ما يعزز طموحه في التحول إلى قطب اقتصادي متكامل يربط إفريقيا بأوروبا والعالم.
