المغرب يواصل التحليق عالياً في صناعة الطيران بفضل الرؤية الملكية.

صناعة الطيران تتحول إلى رافعة حقيقية للاقتصاد المغربي... واستثمارات ضخمة تؤكد الثقة الدولية في الكفاءات الوطنية

من النواصر إلى طنجة، ومن “سافران” إلى “إيرباص” و“بوينغ”، يكتب المغرب فصلاً جديداً في قصة صناعته الجوية، التي لم تعد حلماً بعيداً، بل حقيقة اقتصادية مشرقة تولّدت من رؤية ملكية طموحة جعلت المملكة ضمن القوى الصاعدة في مجال الطيران.

يشهد المغرب اليوم تحولاً نوعياً في صناعة الطيران، حيث أصبحت هذه المنظومة من أبرز ركائز الاقتصاد الوطني بفضل القيادة المتبصّرة لجلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من التصنيع المتقدم خياراً استراتيجياً لبناء مغرب تنافسي وحديث.

إطلاق جلالة الملك، اليوم الاثنين بالنواصر، لأشغال المركب الصناعي الجديد لمحركات الطائرات التابع لمجموعة “سافران”، يعكس بوضوح ثقة المستثمرين العالميين في البنية الصناعية المغربية، ويؤكد أن المملكة أصبحت منصة متكاملة لصناعة الطيران في إفريقيا والعالم العربي.

ففي أقل من ربع قرن، انتقلت المملكة من ورشات صيانة بسيطة إلى منظومة متطورة تضم أكثر من 150 شركة، وتوفر أزيد من 24 ألف فرصة عمل مؤهلة، مع نسبة إدماج محلي تجاوزت 40 في المئة.
كما بلغت صادرات القطاع سنة 2024 حوالي 26,4 مليار درهم، ما يجعل الطيران من أبرز مصادر العملة الصعبة للمغرب.

ويجمع خبراء الصناعة على أن نجاح التجربة المغربية يعود إلى الاستثمار في الكفاءات البشرية، حيث أنشأت المملكة معاهد متخصصة مثل معهد مهن الطيران بالدار البيضاء والمعهد المتخصص في لوجستيك المطارات، لتكوين أجيال من التقنيين والمهندسين القادرين على مواكبة التطور التكنولوجي العالمي.

المملكة اليوم تستقطب أسماء كبرى مثل إيرباص، بوينغ، تاليس، سافران، سبيريت إيروسيستمز، التي جعلت من المغرب قاعدة إنتاج إقليمية بفضل موقعه الاستراتيجي وكفاءاته المتميزة.
كما تشكل منطقة ميدبارك بالدار البيضاء نموذجاً رائداً لمنصات التسريع الصناعي، حيث تتجاور الشركات العالمية ضمن بيئة إنتاج عصرية ومتكاملة.

ومع توقيع اتفاقيات كبرى في السنوات الأخيرة، من بينها بروتوكول التعاون بين المغرب و“سافران” لإنشاء موقع لصيانة محركات الطائرات، يتأكد أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو مرحلة جديدة من التصنيع المتقدم، تستند إلى الابتكار والذكاء الصناعي والاستدامة.

بهذه الدينامية المتواصلة، يبرهن المغرب أن رؤية جلالة الملك محمد السادس ليست فقط مشروعاً صناعياً، بل خطة شاملة لتأمين المستقبل الاقتصادي للبلاد.
فالمملكة لا تكتفي بالمنافسة، بل تسعى إلى قيادة التحول الصناعي في إفريقيا والعالم العربي، لتظل صناعة الطيران المغربية عنواناً للإبداع والثقة والتميز.