المغـرب: إعفاء مفاجئ لعميد كلية الآداب بمرتيل بعد تقرير صادم.. و”الوطن 24″ كانت سبّاقة إلى كشف الخروقات.

في خطوة حاسمة، أعفى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، العميد الطيب الوزاني الشاهدي من مهامه على رأس كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، وذلك على خلفية تقرير صادر عن المفتشية العامة للوزارة كشف عن اختلالات وظيفية وخروقات إدارية ومالية وبيداغوجية خطيرة.

العميد المعفى، الذي لم يُكمل بعد سنته الأولى في المنصب حيث تم تعيينه بداية شهر يوليوز 2024، يواجه حسب ذات التقرير اتهامات تتعلق بتمرير صفقات مشبوهة، وسوء تدبير الموارد البشرية، إضافة إلى تجاوزات مالية وتنظيمية أثارت قلق الوزارة.

ووفق مصادر خاصة لـ”الوطن 24″، فإن فاكس التعليمات الذي يقضي بالإعفاء وصل إلى ولاية تطوان بهدوء، دون إعلان رسمي داخلي في البداية، ما تسبب في حالة من الترقب داخل الولاية، حيث لم يجرؤ أحد على إبلاغ الوالي مباشرة بالخبر.

وبحسب نفس المصادر، فإن الوالي الجامعي هو من بادر بالاتصال بالوزارة بعد تداول الشائعة إعلاميًا وعلى المنصات الاجتماعية، ليتأكد من صحة الخبر بنفسه، في لحظة وُصفت بـ”الثقيلة والمؤثرة، حيث لم يُخفِ تأثره وذرف الدموع داخل مكتبه، خصوصًا وأنه كان مرتبطًا بسلسلة من المشاريع الإصلاحية المهمة التي جعلت اسمه يُتداول بإيجابية في الآونة الأخيرة.

ويأتي هذا الإعفاء في سياق تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، الذي تبنته الحكومة المغربية، وسعي وزارة التعليم العالي إلى ترسيخ الشفافية والحكامة داخل الجامعة المغربية.

وتجدر الإشارة إلى أن “الوطن 24” كانت السباقة إلى نشر تقارير وتحقيقات حول تجاوزات خطيرة داخل بعض المؤسسات الجامعية بتطوان، محذّرة من تدهور التسيير الإداري والبيداغوجي، ما يعكس الدور الحيوي للإعلام في كشف الفساد والدفاع عن الجامعة العمومية.

وينتظر الرأي العام الجامعي في المغرب ما ستسفر عنه هذه التحركات، وسط توقعات بقرارات مماثلة تطال أسماء أخرى وملفات إضافية قيد التحقيق.