المغـرب: الأمير مولاي هشام يخرج عن صمته ويوجه رسالة قوية في قضيته ضد الطاوجني.

الوطن 24 / الرباط
في خطوة لافتة أثارت اهتمام الرأي العام داخل المغرب وخارجه، خرج الأمير مولاي هشام العلوي، ابن عم الملك محمد السادس، عن صمته ليكشف خلفيات الدعوى القضائية التي رفعها ضد الناشط المغربي محمد رضا الطاوجني، مؤكداً أن القضية لا علاقة لها بحرية الرأي والتعبير، بل تتعلق حصراً بـ«القذف والتشهير» الذي مسّ بكرامته وسمعته الشخصية.
وقال الأمير في تصريح صحفي أدلى به اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع أولى جلسات المحاكمة، إن ما ورد على لسان الطاوجني في أحد التسجيلات المصورة من اتهامات بوجود تحويلات مالية ضخمة إلى الخارج «هو محض افتراء لا يستند إلى أي دليل مادي»، مضيفاً أن هذه الادعاءات «تمس بالشرف وتضر بالمصداقية دون أي مبرر قانوني أو أخلاقي».
وأوضح مولاي هشام أن الهدف من اللجوء إلى القضاء هو «إرساء ثقافة المسؤولية في التعبير»، وليس تكميم الأفواه أو التضييق على المنتقدين، مؤكداً أن القذف لا يمكن اعتباره رأياً، بل هو جريمة تمس الأشخاص في كرامتهم وحقوقهم.
وفي ما يتعلق بالتعويض المالي الذي تضمنته الدعوى، شدد الأمير على أن الغاية ليست مادية، معلناً بشكل واضح أنه سيتنازل عن المبلغ في حال صدور حكم لفائدته، على أن يُوجَّه لصالح برامج تهدف إلى تعزيز أخلاقيات المهنة الصحفية وتطوير التكوين الإعلامي في المغرب.
هذه المبادرة التي وصفها مراقبون بـ«الرمزية القوية»، تعكس – بحسبهم – تمسك الأمير مولاي هشام بمبادئ حرية الصحافة، إلى جانب دفاعه عن حق كل شخص في حماية شرفه وسمعته أمام القانون.
وختم الأمير تصريحاته بالتأكيد على أن الدعوى مرفوعة في إطار قانون الصحافة والنشر وليس القانون الجنائي، ما يُعدّ – وفق الملاحظين – تأكيداً منه على احترامه التام للحريات الأساسية، وعلى أن حرية التعبير يجب أن تُمارس في نطاق من المسؤولية والاحترام المتبادل.
