بعض مراجعات في الوضع اللبناني

الوطن 24/ بقلم: سليمان الهواري

سليمان الهواري

بالمنطق هل يعقل أن تكون المقاومة تعرف تفاصيل مرفئ حيفا أكثر من مداخل مرفئ بيروت ومخارجه ..

أم انه كلام سياسي فقط .. وإشعار لإسرائيل أن عيوننا عليكم مهما أشغلتمونا في كوارثنا الداخلية !!

وإلا فهناك قصور كبير سيقسم ظهر المقاومة من الخلف ويدمر حاضنتها لتجهض كل انتصاراتها السابقة…

المقاومة في تعاطيها السياسي وحتى العسكري والشعبي عموما من الطبيعي أن تخطئ وعليها أن تراجع نفسها كما محبيها وانصارها والمتعاطفين معها.. عليهم ألا يكتفوا بالتصفيق فقط فعموم الناس لا يملكون صبر الأنبياء والرسل، ومن يدخل حلبة الصراع السياسي كما هو الواقع البشري الفاسد والواقع اللبناني الأكثر فسادا فيجب أن يحضر النقد ونطلبه بشكل دائم بطرح الأسئلة التقويمية والتقييمية لكل مسار المشاركات الحكومية لحزب اللـه في تدبير الشأن اللبناني إن على المستوى الشعبي وواقع الناس المعيشي أو على المستوى الرسمي للدولة وتعاطيها المؤسساتي والخارجي؟ هل تغير شيء في لبنان لصالح الناس والمهمشون في الضاحية والجنوب وكل المناطق اللبنانية ساء وضعهم الاجتماعي أكثر وهم العاضين على الجرح الصابرين المضحين بالدم وبفلذات الأكباد على كل الجبهات.. ألا يستحقون أن تتحول قوة المقاومة الكبيرة بالمعنى الاستراتيجي إلى رصيد داخلي يصرف في السياسة والاقتصاد والتعليم والصحة ويتحول إلى مشهد أفضل على موائد الناس؟

كيف يمكن الاستمرار في الفصل بين التعاطي الثوري التحرري مع قضية الاحتلال والوجود الإسرائيل وتحشيد كل الإمكانات والجهود لحسم معركة الجليل التي تهدد بها المقاومة وحلفاؤها.. بينما وجود المقاومة لم ينقل لبنان والشعب اللبناني إلى وضع أفضل اقتصاديا واجتماعيا وعلميا وسياسيا ليظل حكم المذاهب والمحاصصة والطائف هو المسيطر بعد اربعين سنة من وجود المقاومة ألا يدعو هذا إلى اليأس السياسي بعيدا عن العقيدة والإيمان ؟ ..

كيف نحمل مسؤولية كارثية الوضع اللبناني وتدمير الفساد لبيروت عبر مسيرة عقود طويلة من التخريب من لدن جوقة جعجع جنبلاط الحريري الحميل وهم الضعفاء بمنطق القوة والعسكر والاحتراب الداخلي الذي عاشه لبنان طويلا، لكنهم الأقوياء في ضعفهم بتوظيف حقدهم وتشبيك علاقاتهم وولاءاتهم بالخارج غربيا وخليجيا كي يستمر وجودهم وسيطرتهم وزعامتهم وتسيدهم على الوضع اللبناني وكل مرة يسترجعون القدرة على التنفس السياسي ومحاصرة المقاومة وحلفائها في الزاوية .. المقاومة الضعيفة سياسيا في عز قوتها العسكرية، هذه القوة التي وعوض أن توظف في فرض شروطها وإملاءاتها تصبح وبالا عليها وتهمة ضدها حد الرهاب والاكتفاء الدائم بالدفاع عن براءتها وأنها ليست طائفية وأنها لا تسيطر على لبنان وأنها ليست دولة داخل الدولة وهلم اتهامات تتلقاها كل يوم وعليها أن ترد وتجيب مناكفيها بالداخل وأعداءها بالخارج عربا وعجما بكل الالوان ..

كيف كان سيكون الوضع الٱن لو علقت المشانق حقا للعملاء واللحديين بعد انتصار ال 2000 ودحر الصهاينة من الجنوب عوض أن ننتظر وليد جنبلاط ليطالب بتعليق المشانق لرئيس والوزراء دياب ووزرائه المحسوبين على محور المقاومة رغم كل شيء.. أليست هذه ملهاة وأساة كبيرة؟ ماذا لو تمت الاستفادة من وضعية ما بعد سبعة أيار والسنيورة وريفي وجعجع والجميل وكل المتورطين مع الصهاينة يكشفوا ولاءهم للأجنبي وتورطهم ضد المقاومة في حرب تموز.. هل هذا نبل سياسي ومثالية أخلاق  أم غباء استراتيجي وعدم دقة حسابات وإلى متى سيستمر هذا المنطق فيما يسمى الصبر الاستراتيجي والزمن والمكان المناسبين ..

حقيقة نعتقد أن المقاومة تعرف خبايا لبنان جغرافيا ومناطقيا وشعبيا واقتصاديا وتعرف شبكة مناوئيها والمتربصين بها والذين لن يهادنوها حتى لو أهدتهم لبن العصفورة كما قال رئيس البرلمان نبيه بري وهو يتحدث عن ما قدموه لسعد الحريري مؤخرا.. يقينا إن لبن كل عصفورات لبنان لن يجدي نفعا مع أعداء لبنان من أولاد وبنات فرنسا و نسل ٱل التلي وأحمد الأسير والظاهر والمشنوق وبهاء وبهية وريفي مع كوكبة السنيورة وجعجع وسامي الجميل وكل تيار الحئيئة والاستئلال وكلن يعني كلن ..

لحظة حسم ثورية بكل تكلفتها وتبعاتها في اللحظة المناسبة التي لن تتكرر بسهولة، قد تكون أجدى وانفع للناس من كل مدخلات التغيير بالمعنى السياسي والذي قد يتطلب قرنا وزمارة دون ضمانات حقيقية وهو مهدد كل لحظة وعند اي منعطف محلي او إقليمي بنسف كل المكتسبات ..

في السياسة لا يمكن أن نكون متفائلين حقا وكل البشارات تنبئ بعودة سعد الحريري على حصانه الأمريكي والمهجن فرنسيا كي يعيش اللبنانيون صولدير جديد و بخاري سعودي جديد.. وإلى أجل غير مرئي قدر اللبنانيين أن يعيشوا وضع الكارثة رغم كل مقدرات القوة التي يملكون ..